اليوم الوطني يوم عظيم وذكرى عزيزة على قلب كل مواطن فهو يحمل تاريخ أمة ونهضة وطن، حيث استطاع المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أن يوحد كيان أمة ويؤسس دعائم الأمن والتنمية في بلد كان يسوده التفكك والتناحر بين القبائل، ولم يكن هناك أي استقرار بل خوف واضطراب وجهل، وجعله بعد التوحيد كتلة واحدة ووطناً متماسكاً وشعباً تسوده الألفة والمحبة، بل شمل كل بقعة من أرجائه الاستقرار والرخاء، لأن المؤسس ومن خلال ما يتمتع به من سياسة وحكمة رسم استراتيجية دولة وخط نهجها ومنذ تسعة وسبعين عاماً ونحن نستظل بالله ثم بظلها ونقطف ثمارها في شتى مناحي الحياة، وكانت الركيزة التي يرتكز عليها كتاب الله وسنة نبيه فيحق لنا أن نفخر، وترسخ في الذاكرة ملاحم القائد المظفر الذي جعل القاصي والداني يتحدث عن مناقبه ونظرته الثاقبه وبعده السياسي والاقتصادي، وأصبحت مضرب الأمثال ومدرسة نستقي منها العِبر والمواعظ ونتذكر كيف كنا وكيف أصبحنا وهذا لم يأتِ من فراغ بل بعزم بطل وهمة رجل، قاد دولة عظيمة وجعلها في مصاف دول العالم ويشار إليها بالبنان واستمرت من بعده محافظة بعد الله ثم بقيادة أبنائه البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمة الله عليهم، ثم من بعدهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله ورعاهم ، على شموخها وعزتها ورفعتها، حيث حرص ملك الإنسانية حفظه الله على بذل المزيد من الجهد والعطاء الذي ضمن للمواطن أمنه وأمانه والعيش الرغيد استمر التطور وأصبحت المملكة أحد روافد الاستثمار ومحط أنظار المستثمرين في الداخل والخارج، وذلك لما تتمتع به من ثروات وخيرات وتوفر المناخ الاقتصادي نظراً لتنوع الصناعات، مما جعلها وسيلة جذب لكبريات الشركات العالمية وتعد صادرات وطن العطاء مكسباً كبيراً حتى باتت الحاجة ملحة إلى المنتج السعودي من البتروكيماويات ومشتقاته، والذي تنتجه عدد من الشركات الأساسية والثانوية الوطنية وأصبح الطلب عليه في إزدياد، الأمر الذي جعلها منافساً قوياً للدول الصناعية، مما انعكس هذا على المواطن ودخله كما حرص خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على أفضل الأماكن وأقدسها وهما الحرمان الشريفان حيث حظيت بعناية فائقة واهتمام كبير، فضلاً عن سعيه على محاربة أرباب الفكر الضال والقضاء عليهم والحفاظ على أمن وسلامة المواطن والمقيم من شرور الفئة الباغية، ولنا في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله أثناء تسلمه للتقرير السنوي لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والذي قال فيها (إن هذا الوطن والشعب السعودي الوفي لا يقبل بديلاً عن الوسطية والاعتدال الذي يرفض الغلو والتعصب بالقدر الذي يرفض فيه كذلك التحلل، وإن المرحلة الراهنة تقتضي تضافر الجهود لإيجاد استراتيجية وطنية تمكّن الشباب من التعرف على الطريق الصحيح نحو العمل والتنمية وتنير عقولهم بقيم الوسطية والتسامح والإخاء التي يدعو إليها ديننا الإسلامي الحنيف وتحميهم من الانجراف وراء التيارات الفكرية المضللة التي لا تريد لهذا الوطن الخير ولا الاستقرار وتحاول السيطرة على عقول بعض الشباب لثنيهم عن الدور المنشود منهم في مجال البناء والتنمية). فالحديث عن الوطن وإنجازاته وعطائه شيق ومصدر فخرنا واعتزازنا ويستحق منا الكثير، وخصوصاً نحن نعيش الذكرى الجميلة ذكرى اليوم الوطني ولزاما علينا الالتفاف حول القيادة والوقوف صفاً واحداً متماسكين ضد كل طامع وعابث وخائن مساهمين في رقي ونهضة وطننا الأبي، مجددين العهد والولاء لقيادتنا الرشيدة سائلا الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأن يديم على وطننا الغالي أمنه وأمانه ورخاءه.