يوم الأحد 17جمادى الأولى من عام 1351هـ يوماً تاريخياً لكل مواطن، إذ صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة في اسم واحد وهو (المملكة العربية السعودية) على يد المؤسس الملك عبد العزيز، وجعل رحمه الله في الأمر الملكي يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351هـ وهو يوافق الأول من الميزان يوماً وطنياً للمملكة العربية السعودية.
كما يعد اليوم الوطني ميلاد إنسان متحضر له شخصيته التي تميزه عن غيره من بني جنسه، وله حضوره المهيب في اللقاءات المختلفة.
أنها ملحة بطولة، بطلها الرئيس هو الملك عبد العزيز، فبفكره وإقدامه وصبره وجرأته وتمسكه بحقه استطاع أن يحقق ما خطط له وأشغل باله.
ومما يجب على المربين في مؤسسات التربية الرسمية أن يحرصوا على تحقيق الآثار والفوائد التربوية لهذه المناسبة الوطنية كل وفق إمكاناته، والتي منها:
* تنمية التربية الدينية: إذ عليهم تعريف النشء والشباب بالثوابت التي تأسست عليه الدولة، واستمرت عليها خلال السنوات الماضية. وثمار الأخذ بها، والتحديات التي تواجهها، وأقوال المؤسس التي سردها في يوم إعلان توحيد البلاد.
* تربية الضمير الأخلاقي: إذ يجب عليهم أن ينموا الرقابة الذاتية لديهم والتي من شأنها أن تضبطهم وتوجههم نحو الفكر النافع والقول المفيد والعمل الصالح، لا لخير لأنفسهم فحسب بل لخير مجتمعهم وأمتهم.
* توفير جو صحي لسلامة العقل وتنميته: فمتى رسخت التربية الدينية السليمة في أنفسهم، أسهمت في صياغتهم صياغة إسلامية في تفكيرهم وفي حساباتهم التي يزنوا بها أمورهم.وبالتالي تحميهم من مخاطر الانحراف بمفهومه الواسع.
* تعويدهم الإرادة القوية: وذلك بالمحافظة على حقوقهم. فالأحداث التي مرت بالمؤسس في أثناء المرحلة الأولى لم تثنه عن التفكير الطويل في سبل استرجاع أمجاده ومللك آبائه على الرغم من قسوت هذه الظروف.
* التربية الاجتماعية: وذلك بتعريفهم بالآداب الاجتماعية وهي الآداب التي تحلت بها الأجيال السابقة في هذه البلاد وأسهمت في جعلهم كالجسد الواحد، ودورهم تجاهها؛ ليكونوا كما كان أسلافهم أعضاء نافعين لأنفسهم وللآخرين.
* التربية السياسية: وذلك بتنمية وتعميق قيمة الانتماء للقيادة وإظهار كافة أشكال الولاء لها في مختلف الظروف والأحوال.استجابة للأمر الإلهي الكريم والتوجيه النبوي الشريف بطاعة ولاة الأمر.
* التربية الاقتصادية: تنشئتهم على قيم اقتصادية سليمة، مثل الاجتهاد في إتقان العمل والإصرار على النجاح، والصبر على مواجهة التحديات مهما كانت حدتها لأجل تحقيق هدفهم الأسمى. وتحذيرهم من قيم قد تؤثر سلباً في جهود السابقين.
* التربية الوطنية: تزويدهم بمعلومات عن مظاهر البناء والتطور في الدولة منذ تأسيسها وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، وما أجمل فيلم (الرسالة) عندما يعرضه التلفزيون السعودي في ليلة عرفة، وأجمل بإنتاجه لفيلم عن حياة المؤسس وأبرز أقواله ويعرضه ليلة الأول من برج الميزان.
* التربية الجمالية: تنمية الذوق الرفيع لديهم عند التعامل مع معطيات خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمحافظة عليها، والاستخدام الأمثل لها؛ ليكونوا قدوة للجاليات التي تعيش بيننا.
صدقاً مهما عمل المربون لأجل هذا الوطن، يبقى الوطن بحاجة إلى المزيد من الجهود للمحافظة على ما تركته لنا الأجيال السابقة من موروث حضاري رسم شخصية الإنسان السعودي.
* كلية المعلمين - جامعة الملك سعود