ولد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي في مدينة الرياض في شهر ذي الحجة سنة 1297هـ الموافق شهر ديسمبر 1880م . وأمه سارة السديري من أسرة عربية عريقة، وقد تعلم مبادئ القراءة والكتابة ثم القرآن الكريم وأصول العقيدة على أيدي بعض مشائخ الرياض وعلمائها المعروفين في ذلك الوقت.
كما عمل والده على تدريبه على فنون الرماية والمبارزة وركوب الخيل.
وقد خرج الملك عبد العزيز مع والده وأهل بيته من الرياض سنة 1308هـ وعمره إحدى عشرة سنة، فأقام مع والده في الصحراء عند بعض القبائل في شرق الجزيرة فترة من الزمن، إلا أن المقام لم يطب له هناك فانتقل نحو الشمال حتى استقر به المقام في الكويت سنة 1310هـ حيث يقطن بها كثير من أهل نجد طلبا للرزق أو التجارة.
ولا شك أن المعاناة التي عاناها الإمام عبد الرحمن والد الملك عبد العزيز عندما أجبر على ترك الرياض والعيش بعيدا عنها قد حملها هذا الفتى الصغير في قلبه حتى اشرأب بها وأصبحت هاجسه الأول، فأخذ يخطط ويفكر في الأمر ويجمع المعلومات من القادمين من نجد وغيرها حتى رأى أن الفرصة قد سنحت، فخرج مع ستين رجلا من أتباعه قاصدا استعادة الرياض فكان له ما أراد بعد عون الله وتوفيقه فأسس دولة مترامية الأطراف يشار إليها بالبنان.
وبهذا العمل البطولي نال الملك عبد العزيز إعجاب المواطنين على ما قام به من خدمة للإسلام والمسلمين في هذه البلاد التي لا نزال ننعم يخيراتها الوافرة، ونتفيأ ظلالها الوارفة، ونتطلع إلى منجزاتها الواعدة.
حيث نجح في استعادة ملك آبائه وأجداده وأسس مملكة مترامية الأطراف تسير على هدي الشريعة الإسلامية السمحة تتميز بأنها مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين ومسرى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقبلة المسلمين وحصن المشاعر المقدسة.
وعلى الرغم من كثرة ما كتب عن الملك عبد العزيز وبطولاته سواء من المؤرخين السعوديين أو العرب أو الأجانب إلا أنني أرى أن هناك جوانب كثيرة من شخصية الملك عبد العزيز لم تأخذ حقها من التحليل والنقاش ولم تستنبط منها العبر والدروس.
وأعتقد أن هناك مجالا واسعا لدارسي الدراسات العليا للبحث والتنقيب عن هذه الجوانب ليس فقط في مجال التاريخ بل في مجالات القيادة والسياسة والتخطيط وغيرها خاصة أن هناك من المواطنين من لا يزال على قيد الحياة ممن عاصر الملك عبد العزيز وعمل معه عن كثب.
وبمناسبة اليوم الوطني التاسع والسبعين (79) للمملكة العربية السعودية أقدم أجمل التهاني إلى قيادتنا الحكيمة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمين ووزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وإلى الشعب السعودي الكريم راجيا لهم من المولى العلي القدير السداد والتوفيق.
كما أدعو للملك عبد العزيز بالرحمة والمغفرة لما قدمه للوطن والمواطنين من خدمة عظيمة ننعم بها في وقتنا الراهن.
* عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة