Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/09/2009 G Issue 13510
الخميس 05 شوال 1430   العدد  13510
هل أنا مواطن حقاً؟!
محمد بن صالح العوفي

 

كلمة جميلة.. فخمة في منطوقها.. رنانة.. ريانة.. الكل يتسابق إليها.. ويراهنون عليها.. وهم في الواقع أبعد الناس عنها.. تلك هي الوطنية..

إن الوطنية الحقة ليست كلاماً يباع.. أو سلعة تشترى بل هي روح ومعنى.

فليست الوطنية التفاخر والتباهي بتاريخ الغير ومنجزاتهم وأمجادهم وعظمائهم... بل الوطنية أن تفخر بترابك الطاهر.. الوطنية أن تفخر بأرض الأنبياء.. بأطهر البقاع ومهبط الوحي...

ليست الوطنية الجهل أو التجاهل بأمجاد البلاد وعطاء العباد...

سائل نفسك هل أنت مواطن حقاً؟!

ماذا قدمت لوطنك؟

إن الوطنية الحقة أن تشقى ليسعد الوطن.. وأن تموت ليحيا الوطن.. وأن تفقر ليغنى الوطن.. وأن تذل ليعز الوطن.

ومتى ما وصلت تلك المرحلة فاعلم أن الوطن وطنك... وأن خيره خيرك... وعلوه علوك... وغناه غناك... وسعادته سعادتك... بمثل تلك الوطنية تشيد دعائم الحضارة والتقدم لوطنك.. وبها يعلو شأنه.

تلك هي الروح التي يتنفس بها الوطن والغذاء الذي ينمو به..

نحن لسنا بحاجة لشعارات وطنية براقة بقدر ما نحن بحاجة إلى مواطنة صادقة تخالج شغاف القلوب لتخرج لنا جيلاً نجده وقت الشدائد..

إن الاعتزاز بالوطن يجبر انكسار النفس ويعطيها زهواً وفخراً في أحلك المواقف.

إننا وبكل أسف أخذنا الوطنية نطقاً لا منطقاً، ونحن بذلك نهدم أمة ونشل أركانها، والخاسر الأكبر هم أبناؤنا.. كيف لنا أن نصعد دون أن نعتز بوطن يشملنا ويأوينا.

أعطوا الوطن ليعطينا... وامنحوه حباً ليحتوينا..

أتفكر في وطني.. فأجد الدين القويم.. والعيش الهني.. والأمن والأمان.. أجد الخير العميم.. وأتساءل: أليس وطني أولى بالفخر من كل الأوطان؟!!

كل ذلك أتذكره في يوم 4-10-1430هـ

فهل أنا مواطن حقاً؟!!

المدير التنفيذي للاحتفالات - مدير العلاقات العامة والإعلام التربوي بإدارة التربية والتعليم



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد