ما يمر عام إلا وتحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني المجيد الذي اكتسبت فيه بفضل الله تعالى قوتها وبسطت سيادتها وحققت كامل وحدتها وعزتها تحت لواء كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله بقيادة مؤسسها الراحل جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- حيث تمكن بفضل الله وكرمه وعزيمة الرجال أن يؤسس دولة عصرية مترامية الأطراف، وأرسى فيها دعائم الأمن والاستقرار، وحكم فيها بشرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. وسار على دربه أبناؤه البررة الملك سعود والملك فيصل، والملك خالد والملك فهد أسكنهم الله فسيح جناته.

واليوم تقف المملكة العربية السعودية كياناً شامخاً مكتمل البنيان في عهد ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- وسدد على دروب الخير خطاه لكي تترجم معجزة حضارية تمت في فترة قياسية تحسب في عمر الشعوب.. وتم ولله الحمد والمنة استثمار موارد المملكة العربية السعودية على أفضل الوجوه، إلا أن التقدم الذي انطبعت بصماته داخل الصحاري، وفوق قمم الجبال وفي السهول وعلى السواحل يؤكد حجم الإنجازات التي حققتها المملكة خلال تلك العقود من عمرها.. والملاحظ في الإنجازات أنها لم تقتصر على جوانب معينة فقط إنما امتدت واتسعت لتشمل كل الجوانب الصناعية والزراعية والعمرانية والتجارية.. وغيرها ولا بد هنا أن نشير أيضاً إلى الإنجازات العملاقة والجبارة.. المتعلقة بالأماكن المقدسة من تأمين جميع المرافق اللازمة.. وتوسعة الحرم المكي الشريف.. والحرم المدني الشريف وتطوير جميع المرافق الخاصة بالمشاعر المقدسة وخصوصاً في عرفات ومنى ومزدلفة وكذلك تطوير المدن الصناعية والمدن الجامعية وكذلك تطوير وسائل النقل وتكثيف البعثات الخارجية في تعدد التخصصات العلمية والطبية وتطوير التعليم وتشييد مدن جامعية حديثة ومدن صناعية حديثة ونقول إن هذا التطور الذي شهدته المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية.. في جميع المجالات بات أمراً واقعاً وملموساً لجميع المواطنين الكرام وللمقيم وللزائر وللمعتمر وللحاج القادم إليها من أنحاء المعمورة.

وتحتل المملكة العربية السعودية الآن مكانة مرموقة على المستوى الدولي ومكانة إسلامية وعربية متميزة في عهد والدنا وقائد مسيرتنا ملك الإنسانية..

تطورت مؤسسات الدولة تطوراً كبيراً وانتشرت المشاريع العملاقة والجبارة التي تخدم الوطن والمواطن في مختلف المجالات.. في كل أنحاء بلادنا المترامية الأطراف، وفي هذه المناسبة العظيمة والجليلة يسعدني أن أرفع التهاني القلبية إلى والدنا وقائد مسيرتنا.. ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وكل أفراد الأسرة المالكة الكريمة.. وإلى أفراد الشعب السعودي الكريم..

فهنيئاً لأبناء هذا البلد الكريم بهذا اليوم الخالد في تاريخهم المجيد الذي يستقبلونه كل عام بكل مشاعر الفخر والاعتزاز والمحبة والإخاء والولاء هانئين وآمنين بما يعيشون فيه من رفاهية ورخاء.