Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/09/2009 G Issue 13510
الخميس 05 شوال 1430   العدد  13510
جبن أم مغالطة!!
إبراهيم الدهيش

 

أتمنى أن أكون مخطئا في رأيي الشخصي وأجد من يصحح لي عندما أقول: أن كل الآراء - مع احترامي للكل - التي اعتبرت بوسيرو سبب الانتكاسة وأنه أصل الحكاية وفصلها قد أخطأت بحق كرتنا التي عانت كثيرا من مثل هذا التشخيص وتلك الروشتات بل وخسرت عددا من الكفاءات التدريبية العالمية الخبيرة التي واصلت نجاحاتها في أماكن أخرى!! واستميحكم العذر عندما أتساءل. هل هذا جبن أم مغالطة أم ماذا يمكن أن نسميه؟!! سؤال سألته نفسي وأسالكم أحبتي وأطرحه في وقت اتجهت فيه بوصلة الغالبية وكالعادة نحو المدرب في أعقاب الخروج من تصفيات كأس العالم لتحمله وحده الوزر!!

ياكل الأحبة يجب أن نعترف بأن إخفاق منتخبنا الأول هو امتداد لإخفاقات سابقة في جملة استحقاقات فارطة على مستوى الناشئين والشباب، فالناشئة فشلوا في بلوغ مونديال نيجيريا وأخفق منتخب الشباب في الوصول لمونديال مصر، وكذا الحال مع المنتخب الأولمبي. إخفاق يتلوه آخر وكرتنا على كافة المستويات تعيش صراعا في البحث عن ذاتها!!

(وكله على بعضه) نتاج طبيعي لتراكمات سابقة هي في الأخير محصلة لتخطيط قائم على الاجتهاد الفردي وفق نظرية (اكتب وامسح) بعيدا عن التخطيط بمفهومه التنموي والبرمجة بفكر احترافي يؤمن بالعلمية كرهان لديه القدرة والاقتدارية لهندسة المستقبل وتحقيق الطموحات بطريقة مثالية تواكب المستجد وتعانق التنمية المتسارعة والتطور لدى الآخر.

وعلى هذا الأساس أستطيع أن أزعم أن بيسيرو أحد شخوص مسرحية (الخروج المر) - أقول أحد - ولم يكن وحده المسؤول.

هناك لاعبون لم يقدموا عطاء يوازي ما يقدمونه لأنديتهم!وهناك إدارة وإداريون وأجهزة مساندة اثبتوا غير مرة أنهم بحاجة لأن يريحوا ويستريحوا! والكل يجب ألا يكون خارج حدود المسؤولية أما حكاية المدرب والعزف على هذا الوتر معناه الهروب من مواجهة الحقيقة وواقع الحال وإذا ما بقينا هكذا فتأكدوا بأن غدنا لن يكون بأحسن حالا من أمسنا وسنعود حيث كنا!

غير أن الأكيد إن كرتنا لن تنصلح حالها با المسكنات والطبطبة بطريقة (حنا عيال اليوم) بل هي في أمس الحاجة للمراجعة والدراسة بكل موضوعية وشفافية دونما انتهازية أو مزايدة أو وصاية!! هذه هي الحقيقة ومنها يبدأ العلاج 0

غيرنا يتقدم خطوات بالرغم من محدودية إمكانياته ونحن نتقدم خطوة ونعود للوراء خطوات بالرغم مما نملكه والمؤلم أننا لا نحس بتقدم الآخر وتطوره ولا نعترف حتى بقوته!

- على أية حال عدم تأهلنا لا يعني نهاية كرتنا السعودية وستعود بإذن الله (خضراء) فقط تحتاج لشجاعة الاعتراف بالأخطاء ومن ثم معالجتها وهذا ما سعت وتسعى إليه قيادتنا الرياضية من خلال قرار سمو الأمير سلطان بن فهد بتكليف نائبه سمو الأمير نواف بن فيصل بتشكيل فريق عمل لدراسة واقع كرتنا السعودية وكل ما نؤمله أن تخرج تلك الدراسة برؤى تعالج الخلل من جذوره وتساعد على خلق بيئة رياضية احترافية فكرا وعملا وممارسة وإنا لمنتظرون.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد