القبيلة: تعني (الأصل). ولكن ليس بمقدورك السكنى في هذا الأصل!!
* الفئة: تعني (الهوية). ولكن ليس بمقدورك السكنى في هذه الهوية!!
* الأمة: تعني (الانتماء) ولكن ليس بمقدورك السكنى في هذا الانتماء!!
* الوطن: يعني (البيت) ولكن: بمقدورك السكنى في هذا البيت!!
* * *
* الوطنية: تعني (انصهار) الأصل والهوية والانتماء والسكنى في ذلك البيت.
* * *
أي البيت الذي يتوارث فيه السكنى من بعدك الأولاد والأحفاد والأجيال وإلى ما شاء الله ويكون (هويتهم) الأزلية الوحيدة إذ تتلاشى كل الانتماءات.
وذلك الأمر بسيط جداً بل ومنطقي وهائل معاً.
فالقبيلة طال الزمن أو قصر فإنها ستتلاشى بالتدريج وتتجزأ شيئاً فشيئاً لتتحول إلى مجموعة، ثم عائلة، ثم أسرة، ثم أفراد. ثم يتوزع أولئك الأفراد في أنحاء الوطن ليحمل كل فرد منهم اسم الوطن فقط.
أما الفئة وأعني بذلك (الجهوية) فإنها مثلما تشظت عن القبيلة قبلاً وأصبحت (مناطقية) في شكلها الراهن والذي بدأ بالتلاشي الآن بفضل الانتقال والتوزع في النسيج الاجتماعي العام فإنها قد وصلت إلى مرحلة العائلة، ثم ستتلاشى شيئاً فشيئاً إلى مرحلة الأسرة ومن ثم الأفراد ليتوزع أولئك الأفراد أخيراً في أنحاء الوطن ليحمل بالتالي كل فرد منهم اسم الوطن فقط.
أما الأمة (بشكل عام) فقد تلاشت (كوحدة اجتماعية كبرى) منذ انهيار الخلافة الإسلامية وما تلا ذلك من تشرذم وتوزع وتداخل بين الأقوام والملل والنحل وبالتالي التوجهات والأيدلوجيات السياسية التي زادتها تشرذماً وتشويهاً إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه من تشتت وتناحر واقتتال بلا سبب وإلى أن أصبحت الآن مجرد انتماء فردي لا يغني الفرد عن حمل اسم الوطن.
* * *
من كل ما أسلفنا فإننا نخلص بالقول إن كل المصطلحات السابقة (الأصل، الهوية، الانتماء، السكن) كلها أخيراً ستصب وتنصهر بالتالي في بوتقة الوطن، لتقدم لنا اصطلاحاً نبيلاً لا مناص عنه ألا وهو (الوطنية) التي تعتبر هي أساس القوة (الحقيقية) للمواطن والوطن، بل ولكل شعوب الأرض التي رفعتها شعاراً لا يعلو عليه أي شعار (دنيوي) آخر.
إذن فما بالك عزيزي القارئ إذا ما رفعناها شعاراً أزلياً عالياً لا يعلوه إلا أروع جملتين في الوجود ألا وهما (لا إله إلا الله. محمد رسول الله) فهما اللتان تعلوان الآن العلم لذا فلنحيي كل صباح العلم ولنهتف يحيا الوطن.