إن احتفالنا باليوم الوطني لهذه البلاد الغالية إنما هو عرفان بجميلها وولاء لترابها الطاهر، الحاضن لأطهر بقعتين في العالم (مكة المكرمة والمدينة المنورة)، وذكرى عزيزة على قلوب مواطنيها بفضل الله ثم بفضل الموحد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي قام بتأسيس هذه الدولة تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) محافظا على تمسكها بقيمها الإسلامية وتقاليدها العربية الأصيلة، ووحد كيانها بعد أن كانت ممزقة لا تملك أدنى مقومات الحياة ومن بعده أبناؤه البررة، حتى وصلت المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات.
وها نحن اليوم على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤازراً بإخوانه المخلصين الأوفياء وعلى رأسهم سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية نكمل مسيرة البناء والعطاء.
وفي هذا العام الذي شهد فيه العالم أسوأ أزمة مالية لم يسبق لها مثيل منذ عقود، نجد المملكة شامخة ومتألقة بمشاريعها الاقتصادية والتنموية والتعليمية..، بل حازت المملكة على المركز الثالث عشر من بين دول العالم للبيئة الأفضل للاستثمار، وتصدرت بهذا المركز العالم العربي والشرق الأوسط.
وفي هذا اليوم الأغر تم افتتاح صرح علمي شامخ متمثلاً في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي ستسخر لخدمة التنمية العلمية والاقتصادية الشاملة في المملكة وستفتح أبوابها ومعاملها البحثية لتستفيد منها كافة مرافق البحث العلمي والأكاديمي في المملكة، وسوف تسخر أبحاثها ودراساتها لتطوير مصادر جديدة للطاقة في المملكة وتطوير محاصيل غذائية جيدة واقتصادية تنمو في الأراضي القاحلة والحارة والزراعة في المياه المالحة وغيرها.
وإننا في يوم الوحدة والتأسيس نثمن جهود الدولة المبذولة في سبيل أمن ورفاهية المواطن الكريم ليعم الأمن والرخاء والاستقرار على بلادنا. إن وطناً كهذا في عطائه وأمجاده أظلت الشريعة السمحة أرجاءه وحف الأمن جوانبه، رعاه حكام مخلصون صادقون وعلم به مواطنون أوفياء، حري بأن يحتفل أبناؤه به، وأن يزداد الولاء له ولحكامه، وأن نفخر بتاريخه، أدام الله عزه وزاد مجده ووفق أبناءه وحفظ أمنه.
فهنيئا لك يا وطني بما حققته من إنجاز وهنيئاً لأبنائك ما يلقونه من رعاية من حكومتهم، ولتعش وطنا آمناً مطمئناً ولتدم للجميع مملكة الإنسانية والعلوم.
وكيل وزارة الداخلية