ثول - عبدالله الزهراني:
رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - حفل افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول بحضور أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة والمعالي قادة وممثلي عدد من الدول العربية والإسلامية والصديقة، وذلك مساء أمس الأربعاء الرابع من شهر شوال 1430هـ الموافق للأول من برج الميزان 1388هـ هجرية شمسية الذي يصادف اليوم الوطني التاسع والسبعين للمملكة العربية السعودية.
وكان في استقبال الملك المفدى لدى وصوله مقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء. كما كان في استقباله - أيده الله - معالي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء الجامعة المهندس علي بن إبراهيم النعيمي ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ورئيس شركة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح وعدد من كبار المسؤولين في الجامعة. عقب ذلك استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة والمعالي قادة وممثلي الدول العربية والإسلامية والصديقة ضيوف الحفل.
ويحضر الحفل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وجلالة الملك توانكو ميزان زين العابدين ملك مملكة ماليزيا وفخامة الرئيس محمد ظل الرحمن رئيس جمهورية بنجلاديش وفخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله رئيس جمهورية جيبوتي وفخامة الرئيس الجنرال محمد ولد عبد العزيز رئيس جمهورية موريتانيا وفخامة الرئيس الحاج عمر موسى يارادوا رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية وفخامة الرئيسة جلوريا مكابجال ارويو رئيسة جمهورية الفلبين وفخامة الرئيس شريف الشيخ أحمد رئيس جمهورية الصومال وفخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان وفخامة الرئيس عبد الله غل رئيس جمهورية تركيا وفخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية وفخامة الرئيس الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية ودولة رئيس حكومة تصريف الأعمال ممثل الرئيس اللبناني فؤاد السنيورة وصاحب السمو الملكي الأمير اندرو ممثل جلالة مملكة بريطانيا ورئيس الوزراء وصاحب السمو السيد شهاب بن طارق بن سعيد مستشار جلالة السلطان وممثل سلطنة عمان وصاحب السمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية وممثل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ومعالي رئيس مجلس النواب الباكستاني ممثل فخامة الرئيس الباكستاني فاروق هـ نوك ومعالي الممثل الشخصي لفخامة الرئيس ممثل الرئيس الجزائري عبد العزيز بالخادم ومعالي النائب الأول لوزير العلوم والتعليم في روسيا الاتحادية ممثل الرئيس ورئيس الوزراء يوري سنتورين ومعالي وزير الدولة للسكك الحديدية الهندي ايداباكت أحمد ومدير عام الأكاديمية الوطنية للعلوم ممثل الرئيس الأمريكي أردن بيمنت ومعالي أمين عام رئاسة الجمهورية الفرنسية ممثل الرئيس كلود غيان.
ومعالي وزير التعليم والعلوم الأيرلندي ممثل الرئيس ريان اوكيف ومعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي التونسي ممثل الرئيس الدكتور الأزهر بو عوني ومعالي المستشار الخاص للرئيس الكوري للعلوم والتقنية ممثل الرئيس الدكتور هيون كو لي ومعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري ممثل الرئيس الدكتور هاني هلال ومعالي وزير التعليم والتعليم العالي والأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم ممثل أمير قطر سعد بن إبراهيم آل محمود والمبعوث الخاص رئيس الأكاديمية للعلوم ببولندا ممثل الرئيس البروفيسور ميخال كلايبر ومعالي وزير الدولة الأول للشؤون الخارجية السنغافوري زين العابدين رشيد وسفير دولة فلسطين لدى المملكة ممثل الرئيس جمال الشوبكي وسفير هولندا لدى المملكة ممثل رئيس وزراء هولندا رون ستريكير وسفير كندا لدى المملكة ممثل رئيس الوزراء الكندي ديفيد تشاترسون وسفير اليابان لدى المملكة ممثل عن حكومة اليابان شيجيرو إندو وسفير البرازيل لدى المملكة ممثل فخامة الرئيس البرازيلي سيرجيو لويز كانابس وسفير المكسيك لدى المملكة ممثل الرئيس ارتورو تريخو.
بعد ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وضيوفه من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة مجسماً لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية واستمعوا إلى شرح من معالي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء الجامعة عن منشآت الجامعة. ثم قام الملك المفدى وضيوفه بجولة في المعرض الذي أقيم بهذه المناسبة. وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وضيوفه أماكنهم في مقر الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة عزف السلام الملكي. ثم بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم. عقب ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور فيلماً قصيراً عن الجامعة وفكرتها.
كلمة رئيس الجامعة
بعد ذلك ألقى رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية البروفيسور تشون فونغ شيه كلمة قال فيها: لقد اجتمعنا على شاطئ البحر الاحمر هنا عند ملتقى الشرق والغرب ملتقى القديم والجديد ملتقى التحديات والفرص؛ لنشهد ولادة أحدث جامعة في العالم، لقد جئنا من جميع أنحاء العالم من المؤسسات الأكاديمية والصناعية من أروقة السلطة وقطاع الأعمال ومختبرات العلوم من مختلف مناحي الحياة توحدنا تطلعاتنا المشتركة.
واضاف: لقد اشترك كثيرون عبر فترات زمانية طويلة وبذلوا جهودا شاقة ووهبوا قلوبهم وأفرغوا طاقاتهم لإنشاء جامعة غير عادية في زمن غير عادي، ويشرفني أنني أسهمت مع جمع غفير من الناس المتفانين المخلصين لنصل إلى هذا اليوم المشهود.
واشار في كلمته إلى أن (دار الحكمة) كان مركزا عظيما للتعلم ومستودعا للمعارف واجتذب العلماء من جميع أنحاء العالم المعروف آنذاك واسهموا في تقدم المعرفة في مجالات عديدة مثل الرياضيات والطب وعلم الفلك، وطبقوا اكتشافاتهم لتحسين حياة الناس القريب منهم والبعيد، وفي أكثر من مناسبة سمعنا من خادم الحرمين الشريفين حديثه عن هذه الجامعة باعتبارها بيتا جديدا للحكمة واعتبارها أيضاً هدية منه إلى شعب المملكة العربية السعودية وشعوب العالم.
وبين البروفيسور تشون فونغ شيه أن جامعة الملك عبد الله تهدف إلى اكتشاف المعرفة وتبادلها وتطبيقها وهي تجمع العلماء الرواد والواعدين من جميع أنحاء العالم لمتابعة تحصيلهم العلمي ليكونوا في مقدمة صفوف الباحثين والمخترعين والمبتكرين الذين ستساعد إنجازاتهم العلمية المنتظرة في رفع مستوى حياة الناس والتصدي للتحديات الكبيرة التي تواجه البشرية.
وأكد رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ثقته بأنه سيأتي اليوم الذي نرى فيه الجامعة راسخة في هذا المركز الحيوي، بينما يجري الاعتراف بدورها المحفز بالنمو الاقتصادي للمملكة العربية السعودية على نطاق واسع في الداخل والخارج، كما نرى أفضل الخريجين من أبرز جامعات العالم يختارون متابعة اهتماماتهم العلمية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وقد أصبحت مركزا ذا شهرة عالمية للعلوم والتقنية والابتكار والمشروعات وأصبحت تقف كتفا إلى كتف مع شركائها من الجامعات ومؤسسات الصناعة في جميع أنحاء العالم سعيا وراء إيجاد احدث الحلول والتحديات العلمية الرئيسية.
وتوقع البروفيسور تشون فونغ شيه أن تحقق جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بعد جيل واحد من الآن حلم خادم الحرمين الشريفين بأن تكون ملتقى للعلوم والبحوث ومنارة من منارات المعرفة للأجيال المقبلة، متمنيا لجامعة الملك عبد الله دوام النمو والازدهار وان تبقى هبة نابضة للحياة من أجل أجيال العالم المقبلة.
بعد ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور عرضا مصورا يحكي من خلاله عدد من طلاب الجامعة من المملكة العربية السعودية والعديد من دول العالم أسباب التحاقهم بالجامعة وطموحاتهم بعد التخرج لخدمة بلدانهم والعالم، وكذلك مشاعر عدد من المسؤولين والعاملين بالجامعة بمناسبة افتتاحها الذي يوافق اليوم الوطني التاسع والسبعين للمملكة العربية السعودية.
كلمة وزير البترول
بعدها ألقى معالي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس أمناء الجامعة المهندس علي بن إبراهيم النعيمي كلمة قال فيها (اليوم هو يوم المملكة الوطني وفي ظل معاني هذا اليوم المجيد يسجل التاريخ بادرة سعودية جديدة ستذكرها الأجيال القادمة بكثير من العرفان والامتنان والشكر لصاحب الرؤية الرائدة في بناء هذا الصرح العلمي الحديث). وأضاف: (في هذا اليوم المشهود يجتمع العالم يا خادم الحرمين الشريفين ممثلا في قادته وعلمائه وموهوبيه ليشاركونكم تحقيق حلم انطلاقة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية إلى آفاقها العالمية الواسعة. ولعلني في هذا الموقف التاريخي الكبير أستطيع أن أعبر لكم عن مدى ما أشعر به من السرور والاغتباط لاكتمال مرحلة تأسيس هذه الجامعة، ولا أبالغ إطلاقا إذا قلت إن مشروع هذه الجامعة هو أهم وأجمل المشروعات التي شاركت في بنائها طوال سنوات عملي وبالنسبة لجميع أعضاء مجلس الأمناء وجميع أعضاء فريق العمل كان هذا المشروع (الحلم) يتشكل ليصبح حقيقة يوما بعد يوم على مدى سنوات ثلاث افتتح أعمالها ونشاطاتها بحماس كبير وهمة عالية أعضاء فريق العمل المكلف من أرامكو السعودية الذين استثمروا مواهبهم وقدراتهم وبذلواً جهداً وحماساً كبيراً أثناء فترات التأسيس، ليتحقق وعدهم لكم بأن ترى هذه الجامعة النور خلال سنتين من بدء أعمال إنشائها.
ورفع معاليه جزيل الشكر وعظيم الامتنان لخادم الحرمين الشريفين لتكليفه بقيادة فريق تأسيس هذه الجامعة، وقال لا يطمع إنسان بأكثر من أن يحظى بشرف المساهمة في بناء صرح للعلم والمعرفة أصبح في فترة وجيزة ملء سمع العالم وبصره، ولابد هنا أن نثمن عاليا ما حظينا به من دعم جامعات ومؤسسات المعرفة في هذا العالم التي ذللت الكثير من صعوبات هذه المعرفة وأعانتنا - بعد توفيق الله - على أن نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم.
وأكد المهندس النعيمي أن الجامعة تهيئ بيئة راقية للعلم الذي يعم ولا يخص وينفع ولا يضر ويوفر للنوابغ من كل أرجاء العالم كل السبل والوسائل التي تمكنهم من الوصول إلى أهدافهم العلمية، وأضاف: ينطلقون من هنا لينشغلوا بإنجاز ما يحقق فائدة مجتمعاتهم وينعكس على جامعات العالم برمته لتتحقق الرؤية الأولى من رؤياك يا خادم الحرمين الشريفين وهي أن يعم نفع هذه الجامعة الإنسانية بأكملها مهما تباعدت مسافاتها واختلفت حضاراتها وثقافتها.
وقال: إنه قد حدث النجاح الكبير المنضوي تحت هذه الرؤية في استقطاب الطلبة والدارسين والباحثين من كل أنحاء العالم وأنه من بشائر المستقبل المرموق لهذه الجامعة قدرتها المبكرة على جمع عدد كبير من الدارسين، حيث بلغ عددهم زهاء 800 دارس وباحث تم اختيارهم من بين ما يزيد على 7000 متقدم للالتحاق ببرامج الجامعة، وقد بدأ 400 طالب الدراسة بمقر الجامعة قبل حوالي ثلاثة أسابيع ليلتحق بهم بقية زملائهم في الفصل الدراسي التالي. وأضاف معاليه أنه من بشائر الخير أيضاً ما حظيت به الجامعة من قبول جامعات ومعاهد دولية مرموقة للتعاون معها في مجالات شتى وانضمام شركات دولية معروفة ورائدة كأعضاء مؤسسين لبرنامج التعاون الصناعي بالجامعة ومن النجاحات المبكرة لاستقطاب المميزين في برامجها الدراسية والإقبال العالمي الكبير للتعاون مع الجامعة وخدمة برامجها البحثية العلمية تحققت رؤياك الثانية يا خادم الحرمين الشريفين تلك المتمثلة في أن تقدم المملكة العربية السعودية من خلال بيت الحكمة الجديد على أرضها أفضل ما لديها من إمكانات للعالم، وتأتي من العالم بأفضل ما لديه لتسخره لتنمية إنسانها وخدمة تنميتها وصناعتها واستثماراتها في الحاضر والمستقبل.
وقال: إنه ما من شك في أن هذا التفاعل المحلي السعودي مع البعد الدولي الذي توفره الجامعة من خلال برامجها ومراكزها البحثية يؤدي في نتيجته إلى أن تكون المملكة مركزا عالميا معروفا ومحترما للاختراعات والابتكارات.
أما الرؤية الثالثة من رؤاكم يا خادم الحرمين الشريفين لهذه الجامعة فقد تبلورت من خلال تسخير وسائل العلم لرفع وتيرة الاستثمار الاقتصادي هنا في المملكة، حيث ينتظر أن تقود هذه الجامعة العديد من جوانب التنمية الاقتصادية في المملكة كما قادت كثير من الجامعات المرموقة في العالم تنمية مجتمعاتها وأثرت في تقدمها ورفاهيتها.
وأكد أن كثيرا من الأبحاث التي تجريها الجامعة سيستفيد منها قطاع الصناعة والاستثمار السعودي بوصفه المؤثر الأكبر في العملية التنموية، وأضاف: ستتم هذه الاستفادة من خلال عدد من برامج الجامعة ومن بين هذه البرامج برنامج التعاون مع الشركات الصناعية الوطنية والعالمية التي تهدف إلى تحويل الاكتشافات البحثية إلى تطبيقات عملية لصالح شعب المملكة العربية السعودية والمنطقة والعالم.
ولفت إلى أن الجامعة توفر وسائل التدريب على تنظيم وتأسيس الأعمال التجارية وتنمية القدرات القيادية الإدارية والشخصية ليتكون خلال المستقبل القريب - إن شاء الله - جيل من القيادات الشابة التي ستحمل بعد تأهيلها تأهيلا علميا عاليا عبء قيادة العملية التنموية والاستثمارية في المملكة، وهذا بدون شك سيسهم في تشكيل المستقبل التنموي والاقتصادي لبلادنا ولمحيطنا الجغرافي.
وقال: إنه في عالم اليوم لا ينفصل العلم عن أي منحى من مناحي الحياة ولذلك كان من أهم أهداف جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية الذي جرى التركيز عليه منذ بدأت مرحلة التأسيس وضع برامج للشراكة العلمية الاقتصادية والتجارية وجلب وابتكار الوسائل والبرامج التي تمكنها وتمكن منسوبيها من تحقيق هذا الهدف.
وأضاف معاليه: لقد تحققت رؤيتكم يا خادم الحرمين الشريفين وأصبح حلمكم الكبير رأي العين واستطيع القول إنكم وفرتم ببالغ حكمتكم وثاقب بصيرتكم الأسباب التي ستعيد - بإذن الله - مجد العرب والمسلمين العلمي الذي تأثر وأثر في كل مجال من مجالات حياة البشر من الطب إلى الهندسة والفلك والرياضيات والجبر وغيرها من العلوم.
وتوقع معاليه أن يشهد المستقبل أسماء سعودية وعالمية تخرج من ظلال جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية؛ لتسهم بمجهوداتها ومنجزاتها العلمية الجديدة في تقدم العالم ورخائه ورغده. ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور فيلما قصيرا بعنوان (رحلة المعرفة).
كلمة وزير التعليم العالي
عقب ذلك ألقى معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري كلمة قال فيها: إنه لشرف عظيم أن أكون متحدثا بين يدي الصفوة المتميزة من رؤساء وملوك الدول في عالمنا الرحب الذين آثروا الحضور على الرغم من مهامهم الجسام؛ تقديرا منهم للعلم وأهله ودعما لمؤسساته ومخرجاته وإيمانا بدوره في إسعاد البشرية.
وأضاف معاليه قائلا: إن وجه المملكة العربية السعودية يشرق بأحداث تاريخها العظيم وتتزايد فضائلها مع مر الأعوام رسوخا وتماسكا وازدهارا وتيمنا بذكرى اليوم الوطني وتفاؤلا بمعطياته فها هي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية حاملة لواء العلم والمعرفة ومشعل التقدم والريادة تنطلق اليوم لتنير دربا جديدا واعدا للأجيال، وإننا في ظل هذا المنجز الوطني والدولي يحسن بنا أن نصحب ضيوفنا الكرام في جولة ذهنية سريعة نتابع فيها أبرز المنعطفات في مسيرة التعليم العالي في مملكتنا الغالية لكي ندرك ما تحقق له من تطور منذ أن أنشئت أولى الكليات وأولى الجامعات في ثلاثينيات القرن المنصرم.
وواصل معاليه يقول: إن الطموح في تلك الحقبة المبكرة كان بحجم حلم قادتنا الأكابر الذين رفعوا منارة التعليم منطلقين من رؤية مؤسسة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الذي أمر بإنشاء مديرية للمعارف في عام 1344 هـ 1929 م كانت هي النواة الأولى التي انطلقت منها مسيرة التعليم في المملكة بخطاها الواثقة واستمر التطور في مسيرة التعليم وتشكلت خطواته مرحليا بناء على احتياجات شعب شغوف للتطور والتقدم حتى أصبح لدينا الآن أربع وعشرون جامعة حكومية وتسع جامعات أهلية تنتشر كلياتها ومعاهدها في كل ربوع المملكة.
وأكد معالي وزير التعليم العالي أن التعليم العالي في المملكة حظي برعاية كاملة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومتابعة دقيقة من سمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز، وقد تم قبل أعوام قليلة اعتماد الخطط الكفيلة بإتاحة التعليم العالي في جميع ربوع المملكة وعدم تركيزه في المدن الرئيسية وسوف نرى في القريب العاجل - بإذن الله - نتائج تنفيذ هذه الخطوات المباركة الواعدة بمستقبل يبشر بتنمية نوعية شاملة لكل منطقة من بلادنا الغالية.
وقال معاليه ( لابد من الإشارة هنا إلى الأهمية البالغة التي يكتسبها برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي الذي شمل حتى الآن ابتعاث أكثر من 70 ألف طالب وطالبة إلى أفضل الجامعات في مختلف دول العالم لمواصلة التعليم في أدق التخصصات.
وأكد الدكتور العنقري أن تنوع التخصصات كان مدروسا وملبيا لحاجة المؤسسات الحكومية والأهلية بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل واحتياجات برامج التنمية.
وقال: لقد كانت رؤية خادم الحرمين الشريفين لإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية هي المبادرة الوطنية المثلى لمواكبة هذه التغيرات العالمية في مسارات التعليم الحديث من خلال تأسيس الجامعات البحثية التي يمكنها أن تواكب متغيرات التعليم على المستوى الدولي، وبانضمام هذه الجامعة إلى منظومة التعليم العالي في المملكة فقد أضحت تاجا يعلو هامة المنظومة مؤذنا ببداية مرحلة جديدة من العلم والمعرفة ترتبط بما سبقها من مراحل وتستفيد من شراكاتها مع العالم مسخرة منجزاتها العالمية لخدمة العلم والعلماء.
ورأى معاليه أن هذه الجامعة الحديثة ستكمل دائرة الرؤيا الجديدة والرائدة لمستقبل التعليم والتنمية الاقتصادية الشاملة وذلك من خلال الأدوار القائمة لجهود وبحوث الجامعات السعودية وما ينتظر من جهود وبحوث جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي أكد أنها ستمكن المملكة - بمشيئة الله - من استغلال جميع مصادر ثرواتها الحالية سعيا وراء هدف تعزيز هذه الثروات وإيجاد بدائل مستقبلية حقيقة تضمن الرغد والرفاهية لأجيال مملكتنا الغالية.
خادم الحرمين الشريفين يرعى حفل افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية
بعد ذلك ألقيت قصيدة للشاعر الدكتور سعد عطية الغامدي قدمها مجموعة من طلاب وطالبات الجامعة. ثم صعد إلى منصة الحفل خمسون طفلا وطفلة من خمسين دولة يمثلون جنسيات الطلبة الملتحقين بالجامعة في الوقت الحاضر وهم يحملون أعلام بلدانهم. اثر ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور فيلما قصيرا قدم من خلاله طلبة الجامعة شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين على رؤيته الثاقبة بإنشاء الجامعة.
كلمة خادم الحرمين
عقب ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الكلمة التالية.. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: أيها الحضور الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كانت فكرة هذه الجامعة حلما راودني أكثر من 25 عاماً، وكانت هاجساً ملحاً عشت معه طويلاً، وإني أحمد الله - جل جلاله - أن مكننا من تجسيدها واقعاً نراه اليوم شامخا - بحول الله وقوته - على تراب أرضنا، فباسم الشعب السعودي أعرب لكم عن شكرنا العميق لحضوركم ومشاركتنا احتفال مولد ذلك الحلم.
أيها الحضور الكرام:
لقد كان للحضارة الإسلامية في تاريخها دور عظيم في خدمة الحضارة الإنسانية بعد الله - جل جلاله - فقد أسهم علماء المسلمين في مجالات كثيرة، منها الطب ودور ابن النفيس فيه، وفي الكيمياء كان لجابر بن حيان تأثيره البالغ في مسيرته، وفي الجبر كان للخوارزمي دور فاعل، أما في علم الاجتماع فقد كان لابن خلدون تأثيره العظيم فيه. لذلك كله فالجامعة التي نحتفل بافتتاحها لا تبدأ من الصفر فهي استمرار لما تميزت به حضارتنا في عصور ازدهارها، وهذا هو المعنى الأول للجامعة.
أيها الحضور الكرام:
لقد ارتبطت القوة عبر التاريخ - بعد الله - بالعلم، والأمة الإسلامية تعلم أنها لن تبلغها إلا إذا اعتمدت - بعد الله - على العلم. فالعلم والإيمان لا يمكن أن يكونا خصمين إلا في النفوس المريضة. ولقد أكرمنا الله بعقولنا التي بوسعنا أن نعرف سنة الله في خلقه، وهو القائل جل وعلا: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) وهذا المعنى الثاني للجامعة.
أيها الإخوة الحضور: لقد تعرضت الإنسانية لهجوم عنيف من المتطرفين الذين يرفعون لغة الكراهية، ويخشون الحوار، ويسعون للهدم. ولا يمكننا أن نواجههم إلا إذا أقمنا التعايش محل النزاع، والمحبة محل الأحقاد، والصداقة محل الصدام. ولا شك أن المراكز العلمية التي تحتضن الجميع، هي الخط الأول للدفاع ضد هؤلاء. واليوم ستنضم هذه الجامعة إلى زميلاتها في كل مكان من العالم داراً للحكمة، ومنارة للتسامح وهذا هو المعنى الثالث للجامعة.
وأخيرا أشكر أرامكو السعودية التي أشرفت على تأسيس هذه الجامعة خلال فترة وجيزة، وأتمنى لمنسوبي الجامعة التوفيق والسداد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المليك يعلن افتتاح الجامعة
بعد ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بافتتاح الجامعة، وذلك بوضع يده الكريمة على الشاشة الإلكترونية، فيما كان يصطف خلفه مجموعة من الموهوبين من مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين. عقب ذلك، شاهد خادم الحرمين الشريفين وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة والحضور عرضا للألعاب النارية والليزر التي أضاءت سماء الحفل. بعد ذلك، اصطف المشاركون في الحفل أمام خادم الحرمين الشريفين لتحيته، وقد بادلهم - أيده الله - التحية ملوحا بيديه الكريمتين. إثر ذلك التقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة ضيوف الحفل.
ثم التقطت الصور التذكارية لمعالي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء الجامعة وأصحاب السمو والمعالي أعضاء المجلس مع خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بهذه المناسبة. إثر ذلك أقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مأدبة عشاء تكريما لضيوفه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة والمعالي. عقب ذلك، ودع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ضيوفه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة شاكرا لهم حضورهم حفل افتتاح الجامعة ومتمنيا لهم سفرا سعيدا.
حضر حفل افتتاح الجامعة ومأدبة العشاء صاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبد الرحمن، وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الأمير فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود، وصاحب السمو الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن خالد بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، وأصحاب السمو الملكي الأمراء، وأصحاب المعالي الوزراء، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، والسفراء المعتمدون لدى المملكة.