جدة - عبدالله الزهراني:
عقدت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مؤتمراً صحفياً بمقرها الرئيسي بثول بحضور معالي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية المهندس علي النعيمي والبروفسور تشونغ شيه رئيس جامعة الملك عبدالله ورئيس أرامكو السعودية خالد الفالح ونائب الرئيس التنفيذي المكلف نظمي النصر وجميل الدندني مدير الاتصالات المكلف ومشاركة أكثر من 200 إعلامي محلي وعالمي.
وفي بداية الاجتماع رحب معالي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية المهندس علي النعيمي بالحضور من الإعلاميين وشكرهم على تلبية الدعوة، ووصف افتتاح الجامعة بالحدث التاريخي الذي يمثل خطوة محورية للمملكة العربية السعودية.
وقال النعيمي إن الجامعة تعكس رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مضيفاً أن هذه الرؤية تقوم على ضرورة تنويع مصادر المملكة، بدلاً من الاكتفاء بسلعة واحدة معرضة، مهما كانت قيمتها، للتناقص.
وأضاف النعيمي: (نحن نعلم بأن الفرص الاقتصادية والمعيشية تضيق إذا استمر الاعتماد على سلعة محدودة لأجل غير معروف، مهما كانت قيمة هذه السلعة)، مشيراً إلى أن: (هذا ما دعا خادم الحرمين الشريفين لتبني الكثير من المشروعات الاقتصادية والإعلامية التي تشكل في مجملها خطوات لبناء مجتمع المعرفة).
وأوضح النعيمي لعشرات الصحفيين العرب والأجانب خلال المؤتمر الصحفي أن السعودية تسعى للاستفادة بالمورد الأهم وهو العنصر البشري لتحقيق تنمية مستدامة، مع العمل الجاد للتواصل مع العالم الخارجي بغرض وضع حلول ناجعة لمشاكله الراهنة.
وفي هذا الإطار قال النعيمي: (من خلال هذه الجامعة يمكننا أن نعمق مشاركتنا مع العالم في إطلاق الأبحاث والابتكارات التي يمكنها توفير المزيد من التقنيات الحديثة التي تُسهم في تحسين مستوى الحياة لشعوب العالم بأسره)، مضيفاً: (سنعمل على توفير وسائل جديدة تؤمن مزيداً من ضمانات إمدادات الغذاء والمياه والطاقة).
وأشار النعيمي إلى أن الجامعة تمثل ثمرة لرؤية خادم الحرمين الشريفين، الذي مثل بدعمه ورعايته للمشروع العنصر الرئيس لنجاحه، مضيفاً أن جامعة الملك عبدالله تمثل مصدر فخر لكل سعودي، كما تمثل له شخصياً أهم إنجاز حققه على المستوى المهني.
ونوه النعيمي بأن ما تحقق حتى الآن يمثل بداية لمسيرة سوف تشهد المزيد من الخطوات المهمة.
ورداً على سؤال حول قدرة الجامعة على استقطاب العقول العالمية وسعيها لتكرار نموذج بيت الحكمة العباسي، قال وزير البترول: (نعم الجامعة تسعى لتكرار هذا النموذج، ولكن بأساليب العصر.. هذه الجامعة انطلاقة جديدة للعرب والمسلمين والعالم، ونحن نتطلع لأن تجتمع عقول البشرية في هذا المكان لتحقيق مصلحة العالم).
وفي السياق ذاته، قال البروفسور تشون فونغ شيه رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية: (نحن نسعى لتحقيق رؤية الملك. فهذه الجامعة تهدف إلى أن تصبح بيت الحكمة الجديد ونحن نود أن نجذب أفضل العقول لجامعة الملك عبدالله من أجل الارتقاء بالأبحاث وتطبيقاتها).
وأضاف: (نحن ننافس الآن أكبر الجامعات العالمية).
وعلق البروفسور شيه على سؤال حول مدى نجاح الجامعة في استقطاب نساء للعمل والحياة بالسعودية، فقال إن الجامعة بذلت أقصى جهد لجذب أفضل العقول بصرف النظر عن مسألة الجنس، وهو ما أكدته الأستاذة بالجامعة نيفين الخشاب حين قالت إنها قبلت بالعمل في جامعة الملك عبدالله بعدما وفرت لها أفضل موارد الإبداع، مشيرة إلى أن الحديث عن المرأة والرجل في العلم من الأمور غير المنطقية.
وشدد وزير البترول على أن الجامعة بدأت أول خطواتها على طريق العمل كجسر بين الثقافات، مشيراً إلى أن لغة العلم ستذيب اختلاف اللغات بين الأساتذة والدارسين.
وقال إن وجود هذا الكم من الطلاب والأساتذة القادمين من مختلف الدول يوفر بيئة لهذا التواصل كمقدمة للتواصل بمعناه الأوسع عندما تقدم الجامعة.
وقال وزير البترول والثروة المعدنية ورئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في معرض رده على سؤال لمحررة صحيفة عكاظ حول رؤية الملك عبدالله للجامعة واهتمامه بأدق التفاصيل الخاصة بها (الجامعة رؤية خادم الحرمين الشريفين فيما يتعلق بالجامعة تتجلى في ثلاثة أهداف، منوهاً بأن إنشاء الجامعة حلم راود الملك عبدالله بن عبد العزيز منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً).
وأضاف (ان أهداف إنشاء الجامعة بالنسبة لخادم الحرمين الشريفين تتلخص في ثلاث نقاط أولها إنشاء جامعة سعودية عالمية في آنٍ واحد تُعنى بالعلم وبالبحث والهدف الثاني بناء قاعدة اقتصادية أساسها البحث العلمي من أجل الرقي بعلمائنا السعوديين والعالميين الذي سيدرسون في الجامعة، وكذلك بناء قاعدة اقتصادية وصناعية مبنية على المعرفة، وثالثاً ان يعم الخير والجهد على العالم بأسره).
وفي رد حول تساؤل عن دور الشباب السعودي في الجامعة قال النعيمي (الباب مفتوح أمام الكثير من الشباب السعوديين الموهوبين سيلتحقون في الجامعة وبرامج الدراسات العليا)، مضيفاً (نجمع العقول الموهوبة من كل أنحاء العالم للاستفادة من المواهب والعقول الفذة من جميع أنحاء العالم).
وأشار النعيمي إلى أن الجامعة تسعى للاستفادة من المواهب المتقدة في العالم أجمع مما سينتج اختراعات كثيرة، مؤكداً أن هناك حضانات مؤهلة تعتني بالاختراعات وتطورها لصناعات ينتج عنها بناء قاعدة اقتصادية سعودية وتشغل أيادي عاملة كثيرة).
من جانب آخر نوه رئيس الجامعة البروفسور شيه بأن الجامعة ستكون قاعدة لبيئة اقتصادية في السعودية تدفع بالأبحاث إلى الأمام، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن إقامة الجامعة لشراكات مع جهات استشارية في كل أنحاء العالم سيدفع بالبحث العلمي في الجامعة إلى الأمام.
وفي سياق متصل أكد خالد الفالح رئيس شركة أرامكو السعودية رداً على استفسار للصحفيين حول سعي أرامكو لإنتاج طاقة بديلة، أن أبرز ما تهتم به الجامعة هو مجال أبحاث الطاقة الشمسية، موضحاً أن أرامكو عملت على الكثير من الأبحاث الخاصة بالطاقة الشمسية.
وأضاف الفالح (لدينا شراكة نفتخر بها مع اليابان في هذا المجال كما وقعنا مذكرة تفاهم مع المملكة المتحدة من أجل إنتاج طاقة شمسية، وهذا يعكس ما تقوم به أرامكو من أجل إيجاد طاقة بديلة)، مشيراً إلى وجود سعي كذلك لإنتاج طاقة مخفضة الثمن وليس فقط الطاقة الشمسية.
وعدَّ النعيمي أن الجامعة انطلقت انطلاقة محدودة بعددٍ من الطلبة لا يتجاوز الـ 400 باحث، مضيفاً (لدينا 400 آخرين جاهزين للالتحاق في مطلع السنة القادمة، وكذلك بدأنا بتسعة اختصاصات و74 أستاذاً جامعياً ونتوقع في المستقبل أن يكون لدينا 2000 باحث وباحثة).
وفي ذات السياق قال نائب الرئيس التنفيذي المكلف للشؤون الإدارية والمالية نظمي النصر (بدأنا بـ400 ولكن في الحقيقة الطلب على الالتحاق بالجامعة يفوق الآلاف)، موضحاً أن أوائل من التحقوا الدفعات الأولى كان مستواهم أعلى بكثير مما كان متوقعاً.
وأضاف النصر (ان الباحثين من الجامعة من المملكة العربية السعودية فخرنا خصوصاً أن مستواهم العلمي والمهني ينافس بل يتفوق على الباحثين الآخرين والمنافسة قائمة بين الباحثين من اليوم الأول للدراسة).
وفي سياق متصل قال رئيس الجامعة البروفسور شيه (جامعة الملك عبدالله لها منذ البداية توجهات عالمية ولدينا ما لا يقل عن 42 شراكة عالمية في جميع أنحاء العالم في جميع مجالات الأبحاث).
وأوضح أن أهم المشاريع التي نعمل عليها بالجامعة هي تحويل الأراضي الجرداء إلى أراضٍ قابلة للزراعة بمساعدة المياه المحلاة جزئياً.
****
مشاهدات من موقع الجامعة
- كان تجمع الوفود الإعلامية المتابعة لحفل افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بثول في فندق المريديان بجدة مبكراً منذ الساعة الثامنة صباحاً حيث تواجد 200 إعلامي يمثلون أكثر من جهة إعلامية (صحافة, إذاعة, تلفزيون) ومن أكثر من 60 دولة.
- خمسة باصات ضخمة نقلت الإعلاميين من جدة إلى ثول (80 كيلومتراً شمال جدة) في ساعة مبكرة من يوم أمس الأربعاء وقبل موعد الافتتاح بعدة ساعات.
- حرص عدد من الإعلاميين الغربيين على متابعة أحدث أخبار الجامعة الحلم المنشورة في الصحف السعودية الناطقة باللغة الإنجليزية، كذلك قاموا بتصفح الصحف السعودية الصادرة باللغة العربية وذلك خلال الرحلة من جدة إلى ثول.
- خلال مسيرة قافلة الإعلاميين نحو موقع الحفل لم تضيع الوفود الإعلامية الأجنبية الفرصة لالتقاط الصور للشوارع الرئيسية والمناطق على طريق المدينة وحتى وقوف الباصات بالجامعة.
- الطرق والجسور المؤدية إلى موقع الحفل تزينت بصور خادم الحرمين الشريفين وعبارات ترحيبية عن حفل افتتاح الجامعة منها: هنيئاً للعلم بكم يا خادم الحرمين - بالعلم ترتقي الأمم وشكراً يا خادم الحرمين.
- بذلت الجهات الأمنية جهوداً موفقة حيث كانت الحركة المؤدية لموقع الحفل تشهد انضباطاً مدروساً وانسيابية، فيما كانت جدة وثول مسرحاً للعمل وخلية عمل لا تهدأ من خلال التنسيق بين كافة الجهات المعنية.
- الطريق الرئيسي داخل حرم الجامعة تم تزيينه بأعلام الدول الحاضرة لحفل الافتتاح.
- تم توفير العديد من الخدمات للإعلاميين حيث خصصت جميع الأجهزة الإلكترونية لهم واتصالات وغيرها.