Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/09/2009 G Issue 13510
الخميس 05 شوال 1430   العدد  13510
يوم أغر في تاريخ الوطن
العقيد الدكتور/ عبدالله بن إبراهيم المنيف

 

إن ذكرى اليوم الوطني الأغر غالية على قلوب الجميع، وهو يوم تاريخي لأبناء المملكة العربية السعودية حيث وحّد فيه مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز هذه البلاد على التوحيد.

إن من نعم الله عز وجل أن هيأ لهذه البلاد العزيزة جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - ليعمل على وحدة هذه الأرض وحماية عقيدة التوحيد التي قامت عليها مملكتنا الحبيبة.

يأتي يومنا الوطني في كل عام حاملاً أغلى المعاني التي يعتز ويفاخر بها كل من ينتمي إلى ثرى وطننا السعودي الغالي.. يومنا الوطني ليس حدثا مجرداً في سفر الزمن، ولا هو مناسبة عابرة أو كلمة تقليدية مكررة، بل إنه إنجاز عظيم وواقع مضيء ومعاش على مدار اليوم، السنة والعمر كله، يومنا الوطني ليس مجرد إنجاز، وإنما هو حالة مستمرة من العمل والبناء وتراكم الإنجازات.

اليوم الوطني يعني الوحدة والاجتماع ولم الشتات واستكمال مسيرة بناء الحضارة والقوة والأمن بعد الفرقة والاختلاف والتباغض والتمزق والتشرذم، ويعني العودة إلى الدين بعد التفريط فيه بسبب الجهل، يومنا الوطني هو احتفال كل السعوديين بوحدتهم وتأسيسهم لوطن قوي ومهاب ومنيع.. يومنا الوطني مناسبة عزيزة وغالية على قلوبنا جميعا.. إنه مناسبة تاريخية تجسد الانتماء والولاء.

تأتي ذكرى يومنا الوطني وبلادنا قطعت أشواطاً كبيرة في بناء دولة يتعاظم حضورها في العالم بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة التي تستلهم نهجا سياسياً مميزاً منذ عهد الملك المؤسس -رحمه الله- وسار على نهجه أبناؤه البررة الملوك: سعود، فيصل، خالد، فهد - رحمهم الله - إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - الذي رزقه الله الحكمة السديدة والرؤية الثاقبة والدراية وبعد بصيرة. فتحققت للمملكة قفزات تنموية شاملة وأصبح لها في عهده حضور دولي واسع. لا شك أن أي محاولة للإحاطة بإنجازات الملك عبدالله بن عبدالعزيز والإلمام بعمق تأثير هذه الإنجازات في تطور المملكة ونموها هي محاولة مقدر لها النجاح الجزئي عل أحسن تقدير، لأن شخصية الملك عبدالله الفريدة وقدراته القيادية الفائقة لا تقتصر على ما حققه للمملكة العربية السعودية من إنجازات مادية ومعنوية متميزة في شتى ميادين الحياة، بل هي تتسع فتشمل الدور الرائد لخادم الحرمين الشريفين في لم الشمل العربي ووحدته ودعم وخدمة مختلف القضايا العربية والإسلامية في كافة المحافل الدولية والتأصيل لعمل دولي إنساني مشترك عبر مبادرته الجليلة في تأسيس الحوار العالمي بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات المختلفة. فما عسى التاريخ أن يقول عن ملك بحجم الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تقديراً لمنجزاته الكبيرة الداخلية والخارجية وقيادته السامية الرشيدة المقتدرة ضمن أقصى درجات الفطنة والحكمة والحنكة والكياسة وأعظم قدرة على استشراف المستقبل وقراءة الواقع بوضوح وروية، وبين هذا وذاك ثابت لا يتغير، صدق النوايا وقوة الإرادة ومضاء العزيمة، في زمن لا يعرف إلا لغة الفكر وسلاح العقل!

ولا تعوز المتتبعين لتجربة بلادنا الدلائل التي تبرهن على أن المواطن ظل دوماً منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله - وإلى هذا العهد الزاهر الزاهي في موقع القلب من هذا الرهان الذي تعددت وتنوعت وجوهه في مسيرة التحديث من النهوض العلمي والتقدم الاقتصادي والتطور الاجتماعي. إن استثمار القيادة الرشيدة في الإنسان وبناء المواطن المؤمن بدينه الحريص على رقي مجتمعه وأمته من خلال العلم والمعرفة أنتج مواطناً يباهي بوطنه ويعمل على رفعته والمحافظة على أمنه؛ فلقد كان وما زال الإنسان السعودي وطموحاته المحور الرئيسي الذي تتجه إليه كل جهود التنمية التي استهدفت بالأساس رفاهيته وتقدمه واستقراره وأمنه.

إن معيار المواطنة الحقيقية هو العمل الصادق والمخلص والأمين وحماية المكتسبات. لذلك فذكرى يومنا الوطني هي وقفة لنجدد العزم على المضي قدماً في تعزيز مكتسبات وطن يقيم في العقل والقلب.. إن الوطن ليس أرض وتراب فقط لكنه أيضاً قيم ومعتقدات وثوابت وعلاقات وولاء وانتماء وقبل ذلك حب وإخلاص ووفاء، فحب الوطن من الإيمان، وإذا قلنا إننا نحبه فيجب علينا ترجمة حبنا له من خلال تعميق ولائنا وانتمائنا له والعمل على رفعة شأنه وتعظيم حرماته والحرص على أمنه وأمانه وفدائه بالأموال والأنفس.. وفي حياتنا اليومية كثير من الأمثلة للمواطن الذي يحتوي الوطن كله حباً وعملاً وإن الوطن لديه حب وعمل وانتماء. والإنسان الصالح المؤمن المحب لوطنه إنما يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال عند خروجه من مكة المكرمة مهاجراً: والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وأنت أحب البلاد إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني لم أخرج منك أبداً.

إن من نعمة الله على بلادنا أن حباها بمقومات أساسية ومرتكزات مهمة تدعو إلى الولاء والانتماء والمواطنة الصالحة، أولها قيادة حكيمة رشيدة ووطن يتميز بنعمة الأمن والاستقرار التي تميزنا عن كثير من المجتمعات المتقدمة والنامية.. ولنعلم أن هذا الأمن الذي نتفيأ ظلاله ونعيش في آثاره لم يأت من فراغ بل جاء بفضل من الله تعالى ثم بتحقيق هذه الدولة لتوحيد الله جل وعلا والأخذ بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

أسأل الله تعالى أن يحفظ لهذه الأمة قيادتها الرشيدة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني. وأن يديم الله نعمة الأمن والأمان والرخاء والعز للمملكة العربية السعودية في ظل قيادتها الحكيمة الرشيدة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد