توفيت طفلة سعودية تبلغ من العمر سنتين غرقاً في منتجع أرامكو بشاطئ (قريّة) القريب من شاطئ نصف القمر أثناء غفلة من ذويها، حيث لفظت الطفلة أنفاسها قبل وصولها للمستشفى.
وتزداد في الصيف حالات الغرق لدى الأطفال في السعودية بنسبة كبيرة جداً. وفي الولايات المتحدة تأتي حوادث حالات الغرق بعد حوادث السير، حيث تحصد حياة حوالي 900 طفل سنوياً، جلهم دون سن الرابعة من العمر، هذا ما أظهرته إحدى الدراسات التي أوضحت أن 80% من حالات غرق الأطفال تطال من هم دون سن الرابعة من العمر في المسابح المنزلية ومغطس دورات المياه! وأظهرت الدراسة أن 38% من الحالات كانت بسبب الغفلة وضعف الرقابة المباشرة، والانشغال بالحديث الجانبي مع أحدهم أثناء سباحة الطفل والتي قد لا تتجاوز 5 دقائق، وبالانشغال بالقراءة في 18%، وبتناول الطعام في 17% وبالحديث عبر الهاتف في 11% من حالات غرق أطفالهم.
والمعروف أن أمهر الأطفال في السباحة هو عرضة للغرق، إلا أن تسامح الوالدين مع أطفالهم بالسباحة دون رقابة بصرية مباشرة ومتواصلة، يعطيهم المجال الخاطئ للسباحة بحريّة بعيداً عن مراقبة الوالدين.
ومما وجدته في الدراسة أن الآباء أو الأمهات الحاضرين لمراقبة سباحة الأطفال لا يعرفون تصميم المسبح ومواصفاته، أو قد لا يهتمون بإرشادات السباحة كضرورة وجود باب وسياج المسبح، ففي 61% من الحالات لم تكن المسابح محاطة بسياج مرتفع يمنع سقوط أو سباحة الأطفال دون علم الأهل. و43% منهم لا يوجد باب يمنع الدخول إلى المسبح مباشرة! كما كان كثير منهم لا يرتدون أطواق النجاة التي تمنع الغرق حين السقوط في الماء، فحوالي 50% منهم لم يلبسوها مطلقاً عند استخدام زلاجات الماء النفاثة وكذلك الحال في 37% من ممارسي ألعاب الماء، وفي 16% من مستخدمي المراكب البحرية أو النهرية. وأظهرت الدراسة أيضاً أن 75% من الأطفال الغرقى لم يكونوا يجيدون السباحة باعتراف أهاليهم، وأن 37% منهم لم يُلقنوا دروساً في السباحة مطلقاً.
وغالب حالات الغرق تحصل بسرعة فائقة، ومن دون أي إشارات تنبه الوالدين أو المرافقين على حصولها، فكل ثانية تفصل بشكل كبير بين الحياة والموت، وينخفض مستوى فقدان الوعي بشكل سريع ويحصل خلال دقيقتين من مقاومة الطفل للغرق. ومعروف طبياً أن حدوث تلف دائم في الدماغ أمر لا يحتمل أكثر من ست دقائق في الغالب.
ويعد الأطفال الصغار أكثر عرضة للغرق وقد يحدث لهم ذلك في حوض الاستحمام المنزلي أو أحواض الاستحمام الصغيرة الخاصة بهم، والتي قد لا يتوقع غالب الأهل حصولها. فالماء المرتفع لعدة سنتيمترات قد يسبب الغرق لطفل رضيع لو وقع على وجهه ولم يستطع الاستدارة، لذا ينبغي على الوالدين معرفة أصول الأمن والسلامة في السباحة، وضرورة الرقابة البصرية المباشرة والمتواصلة، وتعليم الأطفال فنون السباحة الصحيحة من خلال التدريب، وعدم التساهل في وضع سياج وباب محكم القفل حول المسبح، وتعويد الأطفال الصغار ارتداء جاكيت النجاة أثناء السباحة وإقناعهم به لتأمين سلامتهم.
rogaia143 @hotmail.Com www.rogaia.net