Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/09/2009 G Issue 13510
الخميس 05 شوال 1430   العدد  13510
تهنئة بالسلامة لأمير الأمن محمد بن نايف
أ. د. عبدالعزيز بن محمد الفيصل

 

استهداف الأمن من قبل الفئة الضالة أمر ثابت، واستهداف القائمين على الأمن أمر مسلم به، فمن استهدف الأمن فقد أعلن الحرب على الدولة ومؤسساتها ورموزها، فالدولة في حالة حرب مع هذه الفئة،

وما دامت الدولة في حالة حرب مع هذه الفئة فعليها الحذر، فالحرب خدعة، ولين جانب الخصم في بعض حالاته يجب أن لا يركن إليه. لقد كانت المفاجأة الأولى استهداف الحرس الوطني في السليمانية قبل خمسة عشر عاماً، ثم تتابعت أحداث التفجير وقضى كثير من رجال الأمن في تلك التفجيرات أو في معارك مع الفئة الضالة، ورجل الأمن الأول نايف بن عبدالعزيز يتابع ما يجري ويتألم إذا أصيب رجل الأمن أو فقدته أسرته، وقد أولى أسر الشهداء رعاية خاصة ومتابعة مستمرة تشعرهم بأن الدولة تقف إلى جانبهم فهي مع رجالها ومع ذويهم، وقد قال الأمير نايف كلمته في حادثة استهداف ابنه محمد: (إن أصيب الأمير محمد بن نايف فهو واحد من رجال الأمن، وقد أصيب غيره).. الأمير نايف صاحب الكلمة المؤثرة لم ير ما يميز محمد بن نايف عن غيره من رجال الأمن، فكل رجال الأمن مستهدفون وهو من ضمنهم. إن عبث الفئة الضالة طال ممتلكات الناس فأتلفت المباني ومحتوياتها بغير حق وأزهقت الأنفس وحمل رجال إصاباتهم فتحولت إلى إعاقة دائمة، فهل هذا العبث من الدين أم إنه نزوات تدوم فترة ثم تخبو؟.. إن ديمومة المخربين في مسيرهم الأعرج يثبت تأصل الشر في نفوسهم، والشواهد على ذلك تثبتها السنين الماضية، لقد وصل شر هؤلاء إلى الرؤوس فغايتهم انكشفت للملأ، فالمخبأ ظهر والمستور استبان، فماذا بقي من أمر هؤلاء الذين يريدون أن تتحول بلادنا إلى صومال آخر، يجرب السلاح فيها كل ناعق لصاحب هدف يرقب نتيجته، إنها أهداف بعيدة لا يدركها المفجرون الذين يلقون بأنفسهم في أتون الأهداف الغامضة.

إنني أتساءل هل يوجد مواطن سعودي يرغب في تمزيق بلاده وفقد مصدر رزقه وتشتيت شمل أسرته، هل يوجد مواطن سعودي يرغب في انقطاع الكهرباء وفقد الماء الذي يغذي منزله وتدمير المدرسة التي يدرس فيها أبناؤه؟!.. إن حفظ الأمن واجب كل أسرة كما قال الأمير نايف في حديثه في مكة في آخر رمضان: (أكد الأمير نايف أهمية إعداد الشباب للمستقبل وأن يكونوا مثل آبائهم وأجدادهم لأنهم هم عدة المستقبل ورجال المستقبل ويجب على الجميع توجيههم، ويتعيّن على كل أب أن يربي أبناءه التربية الصحيحة وأن يستمر التوجيه والإرشاد من أصحاب العلم وفي مقدمتهم مشائخنا الكرام، وكل من هو قادر على التحدث بعلم ومعرفة وعقل وإدراك، ويجب علينا التواد والتناصح والتواصل لما فيه خير هذا الشعب الكريم في دنياه وآخرته).. إن التعاليم الدينية متأصلة في نفوس أبناء الجزيرة العربية، فالمزايدات في أمور الدين مرفوضة والتركيز على أمر الجهاد وتلقينه للمبتدئين في أمور الدين يهدف إلى التغرير بالناشئة ووضعهم في محرقة الموت إما بقصد إضعاف هذه البلاد أو بقصد التشفي منها، ومسلك التشكيك في العقيدة أخذ به الخارجون على الدولة في عهد الدولة الأموية التي كانت تمتد من الصين إلى الأندلس ووسط فرنسا، فالخوارج لم يرضوا عن هذه الدولة التي أدخلت أمماً كثيرة في الإسلام وأقامت خلافة مهيبة فدأبوا يشككون ويحاربون، وقد دامت الحرب بينهم وبين الدولة الأموية عشرات السنين، وصابرهم المهلب بن أبي صفرة في حرب طويلة أثبت فيها حسن قيادته ومصابرته وجلده، ولم يبرز لنا التاريخ قائداً صبر لحرب الخوارج مثلما صبر المهلب بن أبي صفرة إننا نعرف طريق الدين بما فيه الجهاد ولا نحتاج إلى من يرشدنا إليه، ورجال الأمن مهمتهم المحافظة على أمن البلاد، فالمعتدي سيردع سواء كان من المتدينين أو من غير المتدينين، فرجال الأمن ضحوا بأنفسهم في ردع مروجي المخدرات، كما ضحوا بأنفسهم في ردع المفجرين ومعتنقي الفكر الضال. إنما يؤلم تعاطف فئات من المواطنين مع معتنقي الفكر الضال، وإن لم يشاركوهم الرأي في التفجير، ومن هؤلاء معلمون وموجهون في المجتمع، ورسالتنا إلى هؤلاء أمن من استهدف الوطن ومكتسباته ورموزه ورؤوسه فهو عدونا من أي فئة كانت بما فيهم معتنقي الفكر الضال، فالمواطن الصالح في المملكة العربية السعودية حارس لأمن بلاده في أي موقع كان، فالمعلم أنيطت به أمانة وهي تعليم النشء أمور دينهم ودنياهم، والحفاظ على الوطن ومكتسباته داخل في أمور الدين والدنيا، والموظف حارس لمرفقه والجندي حارس لوطنه، فكلنا جنود للوطن الذي يحوي الحرمين ويحوي الثروة التي نحسد عليها.

حفظك الله أيها الأمير من كل شر فنجاتك نجاة للوطن، ولنعلم أن هذا من حماية الله لك، وقال الله من شر الفئة الضالة ما دمت تسير في حماية وطن يحوي قبلة المسلمين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد