Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/09/2009 G Issue 13510
الخميس 05 شوال 1430   العدد  13510
حديث المحبة
لماذا نحتفي بهذا اليوم..؟
إبراهيم بن سعد الماجد

 

يوم مجيد نحتفي به كل عام في مثل هذا اليوم.

يوم نعتز به كثيراً ونتذكره بكل فخر واعتزاز.

يوم مختلف لحدث مختف من رجل مختلف.

يوم لم يكن ثورياً، ولا انفصالياً، ولا حزبياً.

يوم لم ترفرف فيه راية ظلم، أو راية حزب ما.

نحتفي بهذا اليوم الأول من الميزان لأنه يوم مختلف بما تعنيه الكلمة، فلم يكن إلا يوم نصرة لشريعة الله وتثبيت لعقيدة الإسلام، من أول دقيقة كان الفتح، كان الشعار.. (الحكم لله).

نحتفي بهذه الوحدة التي يبين منهجها الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود بقوله: إننا نعتقد أن العبادة لله على عبيده، وليس لأحد من عبيده في ذلك شيء، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، فلا يجوز لأحد أن يدعو غير الله، لجلب نفع أو رفع ضر، وإن كان نبياً أو رسولاً، أو ملكاً، أو ولياً، وذلك أن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه العزيز: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) (18) سورة الجن.

منهج واضح لا يحتاج لبيان لما قامت عليه هذه الدولة منذ أكثر من ثلاثة قرون، منهج كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم). هذه الدولة التي ما دعا أئمتها يوماً إلا إلى الله وإلى تقواه سبحانه وتعالى، فهذا الإمام فيصل بن تركي يوصي الأمة بتقوى الله بقوله لهم في خطاب مفتوح حيث قال: (إن أجمع الوصايا وأنفعها الوصية بتقوى الله تعالى، قال تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ) (131) سورة النساء. وتقوى الله أن يعمل العبد بطاعة الله على نور من الله، يرجو ثواب الله، وأن يترك معصية الله، على نور من الله، يخاف عقاب الله). انتهى

إمام في حجم فيصل بن تركي يتخذ من مكانته ونفوذه وسلطانه للدعوة إلى تقوى الله وطاعته ومخافته، وما أعظمها من دعوة وأجلها وأسماها.

وفي رسالة من الإمام عبد الرحمن بن فيصل وابنه عبد العزيز بن عبد الرحمن إلى الأمة ما يدل على سير هذه الدولة على النهج نفسه والغاية نفسها، فلم تتغير الأهداف ولم تتبدل، يقول الإمام وابنه (من عبد الرحمن بن فيصل وعبد العزيز بن عبد الرحمن إلى من يلقى هذا الكتاب من المسلمين، وفقنا الله واياكم لمعرفة دينه، والقيام بحقه والثبات عليه.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد قال تعالى: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) وقال: (سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى)، وقد عرفتم ما منّ الله به من معرفة دين الإسلام والانتساب إليه، وهو الدين الذي بعث الله به رسوله، أنزل به كتبه، وخلق الخلق لأجله. ولا صلاح للعباد في معاشهم ومعادهم إلا بمعرفة هذا الدين ومحبته وقبوله والعمل به، وبذل الجهد في ذلك علماً وعملاً).

دعوة متكررة من جميع أئمة آل سعود إلى دين الله، وعبادته والتذلل له لا سواه، في تأكيد على أن الهدف الذي يسعى إليه هؤلاء القادة هو نصرة دين الله وإقامة شريعته بين عباده.

في مشارق الأرض ومغاربها تحتفي وتحتفل دول العالم بأيامها الوطنية والتي تقوم على مبادئ ومقاصد بعيدة كل البعد عن مقاصد وأهداف هذه الدولة، ولذا فإن هذه الاحتفالات ما هي إلا وقتية مآلها إلى التلاشي وإلى النكوص.

أما نحن هنا فإن احتفاءنا باليوم الوطني شيء -كما أسلفت- مختلف، لكونه قائم على الدعوة إلى عقيدة الإسلام، وإلى بسط شريعته في أرضه بين عباده.

نحتفي بهذا اليوم العظيم النابع من عظمة هذا الدين. نحتفي بهذا اليوم ونحن أكثر وحدة وأكثر لحمة، وأكثر صفاء وأكثر عطاء، وأكثر تذكراً لما قامت عليه وحدتنا من صفاء وعقيدة وسلامة نهج.

في هذا اليوم نحيي قيادتنا بهذه الذكرى العطرة ونبارك لأنفسنا بهذه الوحدة الدائمة، وبهذه المحبة الصامدة بين أعظم قيادة وأعظم شعب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد