عبدالله آل حيدان

كلنا يدرك من هو نادي ريال مدريد؟ وما هو حجم انجازاته وعراقته وجماهيريته بين مختلف أندية العالم. إنه النادي الذي توج بالحصول على بطولة الدوري الإسباني 31 مرة، وعلى كأس إسبانيا 17 مرة طوال تاريخه، وعلى بطولة دوري أبطال أوروبا 9 مرات متفوقاً على جميع الأندية العريقة من أمثال مانشستر يونايتد الإنجليزي وبرشلونة الإسباني والميلان الإيطالي.

الغريب أن ريال مدريد في السنوات الخمس الماضية لم يستطع أن يتجاوز دور ال16 من دوري أبطال أوروبا، وهذا هو محل بحثنا وإطلالتنا اليوم مع هذا الموضوع المثير والغريب في ذات الوقت!؟ فريال مدريد في عام 2005 - 2004 دعم صفوفه بلاعبين كبار من مثل المهاجم الإنجليزي مايكل أوين قادما من نادي ليفربول الإنجليزي والمدافع الأرجنتيني صامويل الذي جلبه ريال مدريد من نادي روما الإيطالي والبرازيلي روبينهو من نادي سانتوس البرازيلي لينضموا إلى رونالدو وبيكهام وزيدان ولويس فيجو كل ذلك من أجل المنافسة ونيل بطولة دوري أبطال أوروبا ولكن الريال مع تواجد هذا الحشد الكبير من النجوم خرج من الدور ال16 على يد اليوفينتوس الإيطالي!! وعلى إثر هذا الخروج المر للريال لم يكن له من بد إلا في العام التالي 2006 - 2005 إلا أن يجلب المدافع الإيطالي الشهير فابيو كنفارو والمهاجم الهولندي رود فانيستلروي الملقب ب (فان قول) والظهير الأيمن الإسباني سيرجيو راموس، في الوقت الذي كان فيه الفرنسي زين الدين زيدان قد أعلن اعتزاله لكرة القدم بعد نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا وحاول ريال مدريد في ذلك العام الحصول على دوري أبطال أوروبا ولكن!أتت الرياح بما لا تشتهي السفن.. إذ كانت النتيجة والمحصلة هي نفسها تتكرر مع شديد الأسف لريال مدريد إذ خرج النادي من دور ال16 إثر هزيمته من نادي الأرسنال الإنجليزي،وكأن هذا الدور قد بات يشكل عقدةَ لهذا الفريق العريق ومع ذلك فإن السنة التي تلتها 2007 - 2006 حملت مفاجأة أخرى جديدة.. فقد قرر ريال مدريد التخلي عن رأس الحربة البرازيلي رونالدو بالانتقال إلى نادي ميلان الايطالي كما لجأ النادي إلى الاستغناء عن خدمات ظهيره الأيسر صاحب التسديدات التي لا تصد ولا ترد البرازيلي الطائر روبيرتو كارلوس الذي انتقل إلى فناربخشة التركي بينما سمح لديفيد بيكهام بالانتقال إلى نادي لوس أنجلوس جالاكسي الأمريكي، وعزز ريال مدريد خطوط دفاعه باللاعب البرتغالي بيبي وبلاعب الوسط الهولندي ويسلي شنا يدر وبالهولندي الطائر أربين روبين من نادي تشيلسي الإنجليزي ولكن هؤلاء اللاعبين أيضا أُسقط في أيديهم ولم يستطيعوا أن يتجاوزوا بريال مدريد دور آل 16 من أبطال أوروبا بعد هزيمته من البايرن ميونخ الألماني.. وفي هذا العام بالتحديد بدأت تتشكل العقدة وتصبح حقيقةً لا مفر من إنكارها رغم التغييرات التي طرأت على خطوط الفريق المختلفة، من الدفاع إلى الوسط إلى الهجوم بل مع مارا فق ذلك من نجوم كبار من عدة دول مختلفة.

وحتى لا يقال إننا نغرق أنفسنا في التشاؤم ولكي لا نكرس مفهوم العقدة مما سبق أن أشرنا إليه تعالوا معي لنسترجع ذاكرتنا لما آلت إليه النتيجة التي حققها نادي ريال مدريد في عام 2008 - 2007 إذ دوت صرخة المفاجأة مرة أخرى فلم يستطع نادي الريال مدريد من مواصلة انجازاته في بطولة دوري أبطال أوروبا إذ كانت سحائب الخسارة تلوح في الأفق بواسطة نادي روما الإيطالي الذي تغلب على الريال مدريد في مباراتي الذهاب والإياب مقدماً له رسمياً صك العقدة من دور آل 16، وهو ما نعتقد أنه ظل عالقاً في أذهان اللاعبين وفي أروقة النادي وبين جماهيره في شتى بقاع العالم إذ ما أن حلت البطولة الأخيرة - العام الماضي - 2009 - 2008 إلا وكانت الهزيمة والعقدة متأصلة لريال مدريد مجدداً، فقد خرج الفريق خروجاً مريراُ ومؤثراً سيظل (المدريديون) يذكرونه طويلاً.. هذه الهزيمة القاسية التي تعرض لها النادي من خصمه في دور آل 16 نادي ليفربول الإنجليزي، بعدما تغلب عليه في دور الذهاب في ملعب السانتياجو برنابيو بهدف مقابل لاشيء وفي دور الإياب بنتيجة قوامهـا أربعة أهداف نظيفة حفر فيها نادي ليفربول على الصخر أنكم أيها المدريديون أقرب إلى السماء من تجاوز دور آل 16 في بطولة دوري أبطال أوروبا.!! والآن وفي هذه الأيام ومع الجهود الكبيرة والتي لم تكن تخطر على بال أحد يقوم الرئيس الحالي فلورنتينو بيريز لريال مدريد بسلسلة كبيرة من الصفقات الهائلة ذات المبالغ الطائلة التي سخرها لجلب عدد من اللاعبين ذوي الطراز الخاص والمهارة العالية والجماهيرية الساحقة فها هو اللاعب البرتغالي الساحر كريستيانو رونالدو يفوز بأعلى صفقة في تاريخ كرة القدم قدمها له الريال بالإضافة إلى اللاعب البرازيلي محبوب الجماهير الكروية الأنيق ريكاردو كاكا وكذلك الفرنسي الجزائري الأصل كريم بن زيمة والإسباني اكزابي ألو نسو القادم من نادي ليفربول الإنجليزي كل هؤلاء النجوم تتطلع جماهير ريال مدريد إليها لعلها تفتت هذه العقدة وترمي بها في أعماق المحيط الأطلسي، وتسعد أنصار الريال بالحصول على كأس دوري أبطال أوروبا سيما وأنه ستقام نهائياته في معقل الريال وبالتحديد في ملعب السانتياجو برنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد.

فهل ستسطع شمس البطولات على ريال بعد كل هذه المجهودات الفنية والإدارية والمالية في هذا العام؟ أم يستمر مسلسل ريال مدريد مع عقدة دور آل 16 الذي استمر حتى الآن خمسة مواسم متتالية؟