Al Jazirah NewsPaper Monday  21/09/2009 G Issue 13507
الأثنين 02 شوال 1430   العدد  13507
أضواء
ورطة أمريكا وحلفائها في العراق وأفغانستان
جاسر الجاسر

 

سواء في العراق أو في أفغانستان تحاول الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها تقليص خسائرهم بعد الورطة التي تورطوا بها بعد احتلالهما لهذين البلدين، فبعد أن حقق هذا التحالف ما كانوا يهدفون إليه من مكاسب، إذ إن المصالح الأمريكية في العراق أصبحت لا خوف عليها، فكل العقود التجارية والنفطية وشراء الأسلحة وبرامج ما يسمونها بالتنمية جميعها توجه إلى الشركات الأمريكية، كما أن الاستراتيجية الغربية تنفذ بكل بنودها وتفاصيلها ليس في العراق أو في أفغانستان بل في الإقليم بأكمله الذي يوجد فيهما هذان البلدان الإسلاميان، فاحتلالهما جعلا السيطرة والنفوذ الغربي هما المسيطران.

الآن وبعد وضع اليد على النفط العراقي والسيطرة على خطوط النقل، وتقليص مراكز التهديد، بدأ الأمريكيون وحلفاؤهم وخصوصاً الألمان والإيطاليين والبريطانيين يفكرون جدياً في الخروج من المستنقع الذي وجدوا أنفسهم فيه، وخصوصاً بعد تزايد أرقام قتلاهم، فبعد تقلص عدد القتلى في العراق بعد انسحاب القوات الغربية إلى الثكنات، تحول القتل إلى أفغانستان حيث لاحظ المتابعون ارتفاع عدد القتلى من جنود قوات الاحتلال الغربي من قوات الحلف الأطلسي، وهناك خطط جاهزة لسحب المزيد من الجنود من البلدين، إلا أن الذي يؤجل تنفيذ هذه الخطط عدم قدرة وجاهزية الأنظمة التي نصبتها قوات الاحتلال بعد إجراء انتخابات مدبرة وبعد إقصاء ووضع العراقيل أمام قوى وطنية، من خلال الدفع إلى السلطة جماعات يعدون في بلدانهم وجهات لقوى الاحتلال مما جعلهم غير مقبولين، وهو ما اخّر العملية السياسية التي زاد من صعوبة تطبيقها تفشي الفساد وقلة الخبرة، مما أدى إلى نهب ثروات البلدين وتأخر برامج التنمية وزيادة نسب الفقر والعوز وهو ما يشكل ضغطاً إضافياً على قوات الاحتلال فيترجم إلى مزيدٍ من القتلى ورفض وطني عام للوجود الأجنبي.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد