ردود أفعال كبيرة جدا تزامنت مع نشر مقال الأسبوع الماضي والذي جاء بعنوان (الشامتون.. الشامتون) ولا أخفي سرا أنني كنت سعيدا جدا بكافة الردود رغم أن غالبيتها لم تأخذ تفاصيل المقال والهدف منه بشكل أكثر تعمقا وهو ما جعلها تصبغ عليه الكثير من علامات الاستفهام على اعتبار أن ما جاء بالمقالة - بحسب فهمهم- لا يجسد مقالات سابقة لي أو حتى تعليقات فضائية متنوعة.
لقد تعمدت أن أضع (الشامتون.. الشامتون) هو العنوان الرئيسي للمقال الماضي كوني أناقش ابعادا هي -في وجهة نظري الشخصية- أخطر من كافة ماتم طرحه من مقالات أو رؤى من كافة الزملاء والرياضيين الذين أحترم وجهة نظرهم واقدرها، ولايمكن أن أتجاهلها فهي في الاخير أراء وتعليقات إعلامية وكل إنسان حر في رأيه..
لننظر حاليا إلى واقع الحال الذي أصاب كرتنا السعودية وأعني به البيئة الجماهيرية والإعلامية والإدارية خلال السنوات الأخيرة وأتساءل بحرقة بالغة وبألم شديد: هل هي بيئة تصلح لكي نحلم أو نتأمل من ورائها تحقيق انجازات للكرة السعودية؟؟
إعلاميون، بينهم مراسلون وكتاب، ينتظرون اخفاق ياسر القحطاني أو محمد نور أو المنتشري أو عبد الغني وهم يلبسون شعار الأخضر فقط؛ لكي يشفوا غليلهم التعصبي ويحقنوا الجماهير بمزيد من الضغط على اللاعبين وبالأخير ينتظرون منجزا للوطن..!!
جماهير اختارت (الشماته) ونشر الشائعات عبر المنتديات بتعليقات فاضحة لاتليق حتى لدى المجتمعات (الكافرة) ضحيتها لاعبون يلبسون شعار الأخضر والسبب هو التعصب والميول وكثيرا من التخلف الثقافي وقبلها غياب الرقابة الرسمية عن مثل تلك الممارسات..!!
إدارات أندية تستسلم لنجومها رغم (خطاياهم) وتغدق عليهم الملايين التي لم يكونوا ليحلموا بها يوما من الايام ليصل لقائمة الأخضر (متشبعا) من كل الحوافز، فلم يعد لديه فرق بين الانتصار والهزيمة، لكنه يلهث وراء ناديه وجماهيره والواقع يثبت ذلك بكل تأكيد..!!
بيئتنا الكروية اصبحت (عفنة) جدا والأخضر أصبح آخر الخيارات بعد أن تفشى التعصب بشكل جنوني وإلا: ما معنى أن تجد مواطنا سعوديا يحمد الله أن اضاع القحطاني كرة خطرة أمام البحرين أو اصابه القهر بعد تسجيل المنتشري للهدف الثاني؟؟ لماذا اصبحت الشماته (انفلونزا) فيروسية جديدة تهدد كافة طموحاتنا؟؟!!
نعم، القيادة الرياضية شريكة في كل إخفاق يحدث للكرة السعودية، كما هي شريكة بالمنجزات التاريخية التي نتباهى بها على الصعيد القاري، لكن يجب أن نعرف تماما أن أية خطط وأي مشاريع اصلاح قادمة لن تنجح في ظل بيئة (الشماته) التي ابتلينا بها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
دعونا نحب الأخضر ونناقش كافة اخفاقاته بهدوء شديد فهو ملكنا جميعا كسعوديين ولا ننسى أننا نتعامل مع أرواح لاعبين يتأثرون بكل ماهو محيط حولهم من أجواء (محبطة) و(مشككة) وحتى العمل الذي تقوم به القيادة الرياضية ليس بمعزل عن المناقشة، وكنت من أكثر الإعلاميين مناقشة للعمل الذي يقوم به اتحاد الكرة أو لجنة المنتخبات الذي يصل أحيانا للحدة النقدية لكني مؤمن تماما ومن خلال المرحلة الحالية أن أي مشروع تطويري سيكون معرضا للفشل بسبب الاحتقان الناري الذي يدفن معه كل متنفس أو خطوة للإصلاح.
شكراً لكافة الزملاء.. شكرا لكافة القراء.. المؤيدين والمعارضين.. فتعليقاتكم هي محل الاحترام والتقدير وثقوا أن سلطان المهوس لوكان يداهن أو ينافق للقيادة الرياضية لما أعلن كصحفي سعودي وقوفه مع ابن همام علنا في الانتخابات الآسيوية الأخيرة رغم أن اتحاد الكرة اختار التصويت لخصمه الشيخ سلمان الخليفة لكني أتحدث عن أبعاد أرى انها مسبب رئيسي للخروج من التصفيات الأخيرة.
تصويبات
- الزميل العزيز محمد العبدي: يكفيك أن فبركتهم المزيفة زادت من حجم الاحترام والتقدير لك داخل الوسط الرياضي ومعها رسب مخططهم التافه، وقد قال الله في محكم كتابه العزيز {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}(43) سورة فاطر.
- الزميل أحمد العجلان كان ممتعا بانتقاده الراقي لي شخصيا فقد تناول رأيه بمقالي السابق بعقلانية وهدوء وأتمنى أن أكون قد أوضحت له وللجميع رؤيتي الأخيرة في هذا الموضوع مع باقة ورد له بمناسبة العيد السعيد.
- الدكتور عبد الإله بن سعيد.. حروفك وصلت ورؤيتك التي نتفق عليها هي محل احترامي وتقديري
- قرار عدم وجود أي عضو باتحاد الكرة بأكثر من منصب مهما كانت شخصيته هو البداية الحقيقية نحو بناء ايجابي وهادئ ومتخصص للكرة السعودية.. أتمنى أن يتم تفعيله بأسرع وقت ممكن.
قبل الطبع
كل عام وأنتم بخير.. وعساكم من عواده.. وأسال الله العزيز الحكيم أن يسبغ على الجميع الصحة والعافية وأن يعيشوا دائما وأبدا بسعادة هانئة.. إنه سميع مجيب.
Msultan444@hotmail.com