Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/09/2009 G Issue 13505
السبت 29 رمضان 1430   العدد  13505
الذهب والأسهم تسلب العملات الأجنبية حريتها
الين يحاصر تجاره في سلم هابط واليورو يهرب إلى الأمام والبقية تعلن الإضراب في مسار جانبي

 

يبدو أن سلوك شهية المخاطرة والتي بدت مغايرة عما سبق حيث كانت عندما تنخفض الشهية تتدفق السيولة على الدولار وتتوقف عملات العائد المرتفع والأسهم عن الحركة، أما الآن السيولة تخيم في أسواق السلع خصوصاً الذهب والنفط مع تحول جزء منها للأسهم العالمية على الرغم من الارتفاع الحاد وتسلب الحرية من أسواق العملات منها ما هو في اتجاه هابط كالين ومنها ما هو منهك في الصعود كمن يهرب إلى الأمام كاليورو ومنها أيضاً ما هو مضرب عن التداول ويسير في اتجاه جانبي ممل كالجنيه وهذا على مستوى الحركة الأسبوعية، والسبب في هذا السلوك هو الخوف الجاد من التضخم القادم والذي يحذر الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) من الوقوف له بالمرصاد لذا نجد الغالبية العظمى من التجار لا يفضل الاحتفاظ بالنقد حتى لو كان اقتصاد عملة البلد قوياً.

الدولار الأمريكي

وصل لمستوى 76 أمام سلة عملاته بسبب شعبية الذهب لدى معظم المتحوطين ويبدو بحالة سيئة وهو يقبع الآن في أدنى مستوى له منذ عشرة أشهر. أما بشأن الأرقام فقد كان أبرزها طلبات الإعانة لأول أسبوع من شهر سبتمبر والتي بلغت 550 ألف طلب مقارنة بالرقم السابق عند 570 ألف طلب وبانخفاضها دليل تحسن أداء سوق العمل على الرغم من النتيجة السلبية لمعدل البطالة الأخير. أما بخصوص أخبار النفط فقد أظهرت تقارير وكالة الطاقة الأمريكية تقريرين الأول مع نهاية الأسبوع الماضي بانخفاض 5.9 مليون برميل ومع نهاية هذا الأسبوع انخفاض 4.7 مليون برميل مما دفع بأسعار النفط لتخطي مستويات السبعين دولاراً من جديد بسبب العلاقة العكسية على المدى القريب، ومع تقرير ميشيغان لثقة المستهلك والذي أظهر ارتفاعاً لشهر سبتمبر وصولاً إلى 70.2 مقارنة بالرقم السابق المنخفض إلى 65.7 وهو لا يزال يتألق في منطقة الانتعاش، وارتفعت مبيعات التجزئة الأمريكية لتصل إلى 2.7% مقارنة بالقراءة السابقة والمنخفضة إلى 0.2% تدل على تحسن الإنفاق الشخصي. أما أسعار المنتجين لشهر أغسطس فارتفعت إلى 1.7% مقارنة بانخفاض سابق عند 0.9%، حتى أسعار المستهلكين لنفس الشهر ارتفعت 0.4% والمحصلة يبدو أن المنتجين والمستهلكين لا يعانون من مشاكل مما أغرى المستثمرين برفع شهية مخاطرتهم. وفي النهاية جاء خطاب الرئيس أوباما مبشراً بتخطي الكساد ومحذراً من أي فقاعة تتشكل سيتم وأدها وهي في المهد.

اليورو والجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي

لا يزال اليورو بقيادة المشترين ويغازل مستوى 1.47 كما كان متوقعاً لكن يبدو منهكاً وبحاجة للارتطام بخط الاتجاه الصاعد عند 1.44. أما الجنيه أمام الدولار فبدأ الزوج بالترنح داخل المسار الجانبي الذي يمتد من 1.66 إلى 1.59 بزيارة أولى لمستوى 1.66 وعليه يرجح زيارة مستوى 1.59 خلال الأسبوع القادم ويبدو أنه سيمكث طويلاً في القناة الأفقية بسبب غموض الوضع الاقتصادي في بريطانيا.

الدولار الأمريكي

مقابل الين الياباني

نظراً لإيجابية البيانات الاقتصادية القادمة من اليابان والتي أثرت سلباً على الين ومع سلبية الدولار عاد الزوج ليمارس عادة العناد مجدداً لكن داخل قناة هابطة ولا يزال مستوى 89 هدف للبائعين لكن يبدو أن الزوج على وشك السير جانباً لظهور شموع يابانية مفصلية تشير إلى ذلك وتبقى المخاطرة عالية في هذا الزوج حيث المتاجرة فيه كمن يصعد في سلم هابط مما سينهك تجاره بلا فائدة.

اليورو

فرنسا وإيطاليا وإسبانيا لا ذكر لها في السوق سوى أنها توصف بالغموض ولم تنصفها البيانات الاقتصادية حتى الآن، لكن دعونا نركز على ما قام به المركزي هناك بعد أن أصبح سعر الفائدة عند 1% وهذا دليل رغبة الفريق الاقتصادي الأوروبي بدفع السيولة من القطاع البنكي بأي شكل كان مما جعلها تمني نفسها بالتضخم لكن بشكل عام تبدو القارة أضعف بكثير من أمريكا من حيث سرعة الحل والمبادرة في تخطي الأزمة المالية بأسرع وقت ممكن.

الجنيه الإسترليني

تم تثبيت سعر الفائدة عند 0.50% للشهر السادس على التوالي لإعطاء أكبر فرصة ممكنة للاقتصاد الملكي لقضاء أطول فترة ممكنة في الانتعاش، أما بالنسبة لأهم الأخبار كانت مع أسعار المنتجين للمدخلات لشهر أغسطس التي ارتفعت 2.2% مقارنة بانخفاض سابق بنسبة 1.4%، أما المخرجات فانخفضت 0.2% مقارنة بالقراءة السابقة المرتفعة بنسبة 0.3%، وهذه النتائج تصب لصالح المنتجين ودليل انتعاش معدلات الاستهلاك، كل هذه الأنباء مكنت الجنيه من تعويض بعض الخسائر لكن مع ارتفاع معدل البطالة إلى 7.9% في الثلاثة أشهر المنتهية في يوليو مقارنة بالنسبة السابقة 7.8% عاد لينخفض من جديد.

الين

أعلن الاقتصاد الياباني عن مجموعة من البيانات منها انخفاض مؤشر الطلبات الآلية خلال شهر يوليو بنسبة 9.3% في حين كانت القراءة السابقة تشير إلى ارتفاع بنسبة 9.7% ومع سلبية المنتجين الطفيفة ارتفعت ثقة المستهلك لشهر أغسطس إلى 40.4 مبتعدة عن المستوى السابق 39.7 وهذا سيخدم مؤشر الطلبات الآلية للشهر القادم خصوصاً مع ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أغسطس إلى 0.4%. ومن جهة أخرى ارتفع مؤشر أسعار مبيعات التجزئة في شهر أغسطس إلى مستوى 0.5% مقارنة بثبات القراءة السابقة. كل هذا لم يسعف الين لسبب بسيط وهو أن العلاقة عكسية في التأثير على الين وطردية في التأثير على الأصول ذات العائد المرتفع كالأسهم.

(تم إعداد هذا التقرير بعد إغلاق الأسواق الأمريكية يوم الأربعاء الساعة 10 مساء بتوقيت جرينتش)

وليد العبدالهادي
محلل أسواق المال


waleed.alabdulhadi@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد