Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/09/2009 G Issue 13503
الخميس 27 رمضان 1430   العدد  13503
الهلال.. شرَّف الكرة السعودية دوليًا

 

- قد يتبادر إلى ذهن بعض القراء أن تشريف الكرة السعودية لا يكون إلا بوصول ناد سعودي إلى بطولة عالمية ونغض طرفنا عن نتائج الفرق في تلك المحافل، على الرغم من علو كعب الكرة السعودية في الآونة الأخيرة وارتفاع شأنها على الصعيد الدولي، إلا أن شرف الوصول ما زال يخيم فوق رؤوس الكثيرين ممن يُصنفون من النخب الرياضية عالية المستوى.

- عندما يكون الدوري السعودي محل اهتمام ونظر لعديد من الدول التي لها قدرها في عالم كرة القدم، نكون قد قفزنا قفزات كبيرة في المجال الإعلامي الذي تخلفت عن ركبه جُل الاتحادات الكروية العربية، وليس بالضرورة يكون الضعف سببًا في ذلك، لكن كثيرًا من الأندية لا تجلب إلا لاعبين محترفين متدني المستوى (كبار في العمر)، إلى أن أصبحت الدوريات العربية أشبه ببطولات دور العجزة، نعتبر ذلك مكسبًا عظيمًا للكرة العربية، ونفاجأ بالمستويات غير المرضية من أولئك الذين كنا نعدهم رموزًا وأساطير، ننظر للأسماء دون الاهتمام بفاعلية اللاعب وقدرته على خدمة فريقه، وأعتقد أن مقياس جودة اللاعب هو اهتمام الإعلام الدولي بصفقة انتقاله، ومن ثمَّ متابعة مبارياته ونقلها والاحتفاء بها، والهلال ضرب أروع الأمثلة بصفقاته الناجحة التي أصبحت محط أنظار الكثير من الصحف الأجنبية حيث نجد الصحف السويدية ثائرة على مدربها الذي استبعد (ويلهامسون) عن التشكيلة، ويبرهن النقاد السويديون على آرائهم بمستوى اللاعب مع الزعيم في مباراته الأخيرة، وأصبح الدوري السعودي حجة يحتج بها السويديون، وتفاعل القنوات الرياضية الرومانية مع قائد منتخبها (ميريل رادوي) ونقلها الدائم لمباريات الهلال أعطى إضافة جديدة للدوري المحلي، ونقل صورة مشرقة لم تكن ظاهرة من قبل، كذلك الإعلام الكوري لم يكن أقل حضورًا من غيره، واكب الأحداث التي عاشها نجمهم (لي يونج)، وكذلك المدرب العريق (جيرتس) مدرب مرسيليا سابقًا والزعيم حاليًا حظي باهتمام إعلامي كبير ساهم وبشكل لافت في إظهار الدوري المحلي إلى الأضواء.

- المنهجية التي سار عليها الهلال في تعاقده مع المحترفين أعتقد أنها مثالية لأبعد الحدود، وقد آتت أكلها سواء على مستوى الأداء والنتائج التي يقدمها الأزرق الهلالي، أو مستوى الأصداء التي حظي بها النادي عند المنشآت الإعلامية العالمية، والهلال بذلك يرسخ مفهوم الوطنية ويمثل الوطن أجمل تمثيل، وقد وصل بالكرة والأندية السعودية إلى منزلة لم يكونوا بالغيها إلا بشق الأنفس، وقد تجسدت بذلك عالمية الهلال التي لم يدنس سموها نتائج محبطة ومستويات متواضعة، ومن أراد الزعامة، سار على خطى الزعيم.

ياسر صالح البهيجان


y.albhijan@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد