Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/09/2009 G Issue 13503
الخميس 27 رمضان 1430   العدد  13503
(رضينا بالملحق والملحق ما رضي فينا)

 

لن أكون متشائماً حد الإفراط في (نبش) أسباب ظهرت بعد الإخفاق للتأهل إلى كأس العالم للمرة الخامسة على التوالي في جنوب أفريقيا، والتي أجزم يقيناً انه في حال فوزنا على البحرين لما ظهرت، وستجد من يشيد بكل ما تحقق وأن هذا الإنجاز ما هو إلاّ نتاج لتخطيط سليم، ولو خرجنا على يد نيوزيلندا بعدها سيبدأ البعض بمناقضة نفسه في أطروحتهم التي يتحفونا بها كل يوم عبر الزوايا أو عبر البرامج التلفازية .. لذلك أجد أنّ الإعلام هو مرآة العمل الرياضي المقدم بداية من رئيس الاتحاد حتى أصغر مسؤول في أي لعبة رياضية، وحينما تكون هذه المرآة (خادعة) ولا تعمل على إظهار السلبيات وبجراءة، وتصارح المسؤولين وتكون (سلطة رابعة) تستطيع أن تحدث فرقا في العمل الرياضي، وتصحح من مساره من منطلق مصلحة الوطن أولاً وليس من منظور (متلون)، حينها سيكون حال رياضتنا (مختلفاً) وسيكون حينها إعلامنا أصدق إلى الواقع منه إلى التطبيل , علماً أن حكام البلاد والمسؤولين يرحبون بالنقد الإيجابي البنّاء، وهذا ما يطالب به الأمير سلطان بن فهد في كل حديث تلفزيوني , لذلك أصبح لزاماً علينا ان نكون أكثر صراحة مع كل من يعمل في هذه المنظومة الرياضية في البلاد، لنقول ان الخلل واضح فقد أرهق لاعبونا ببطولات إقليمية وبطولات محلية ومنافسات محلية ومعسكرات خارجية للأندية والمنتخب في دوامة لا تنتهي تصيب أي لاعب بالملل، حتى جعلت لاعبينا يصابون (بنوع من عدم المسؤولية) لأنه لا يجد أدنى مسؤولية من المنتخب ومسيرته تجاه الحفاظ والعناية بجوانب أسرية واجتماعية للاعب لها دور في الحفاظ على (رتم اللاعب) المرتفع. كذلك الخلل واضح في كثرة تغيير المدربين وانتدابهم من مدارس متعددة بخطط مختلفة وتكنيك مختلف، وبين كل مدرب ومدرب يأتي الجوهر (كفاصل) تدريبي مؤقت غير كفؤ. وكما يقال الدوري القوي يصنع منتخباً قوياً، والدوري السعودي للأسف ينحدر مستواه بكثرة التوقفات وتضارب أجندة الفرق ولغياب التنسيق مع الروزنامة الآسيوية الأهم بعيداً عن إقليميات لا تنفع ولا تضر.!

كل هذا وأكثر كان له دور كبير في وصول منتخبنا إلى (الملحق) المرضي عطفاً على مستوياتنا والذي ظهر الأخضر فيه ضعيفاً (في لقاء الأمس) ومهزوزاً في منتصف الملعب رغم أن سياسة المحاور الثلاثة التي تقتل أعتى الفرق هجومياً كانت حاضرة، لذلك كان محمد نور وناصر في الشوط الأول مع ياسر الحاضر الغائب يصارعون لوحدهم في الثلث الأخير بين 6 لاعبين يساندون الجوانب الدفاعية في منتخب البحرين، مما أدى إلى ضعف الهجمة للمنتخب السعودي وزيادة كفاءة البحرين في الظفر بالنتيجة الأهم، وهي خطف التأهل لملاقاة نيوزلندا. وكأننا رضينا (بالملحق) والملحق ما رضي فينا. ولعلّي أقول كذلك إن العطاء داخل الميدان هو انعكاس لما كان خارج المستطيل الأخضر فابحثوا عن الأسباب وعالجوها قبل أن تستفحل.

أخيراً لاعبو الأخضر لم يفقدوا الأمل وحققوا الهدف الثاني في وقت قاتل. ولاعبو البحرين أمنوا بحظوظهم وتشبثوا بقشة الأمل الأخيرة التي كسرت ظهر ( الأخضر ) .. فألف مبروك للبحرين التي استحقت وبجدارة خطف نصف البطاقة وكلنا مع البحرين لتكون هي سفيرة الخليج بحول الله في المونديال.

كتبه: بسام اللحياني - مكة المكرمة


basssam2002@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد