Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/09/2009 G Issue 13503
الخميس 27 رمضان 1430   العدد  13503
ليست نهاية المطاف

 

ليس نهاية الدنيا الخروج من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، وقد يكون الخروج طبيعياً كما يحصل لمنتخبات كبيرة لم يحالفها الحظ للتأهل الكبير. يكون ذلك طبيعياً إذا كانت جميع عوامل النجاح والتأهل متوفرة إدارياً وفنياً وإعلامياً، وحسن تعاطي تلك الجهات مع المتغيرات النفسية واللياقية لدى أداء اللاعبين، لأن كل واحد منها يعتبر حلقة ضمن سلسلة حلقات لا يمكن أن نتجاهل دور أحدها عن الآخر.

في حالة تم ذلك لا يلام المجتهد بعد اجتهاده ونحن مؤمنون أن التوفيق بيد الله -ونقول للجميع ما قصرتوا- لكن حينما تكون إحدى علامات تقهقر مستوى المنتخب منذ فترة ليست بالوجيزة وليست وليدة اليوم، عند ذلك يجب التوقف عند ذلك، وبحث الأسباب لكي تتم معالجتها بكل مهنية وحيادية وهو ما دعا إليه الرئيس العام لرعاية الشباب، إن بعض الأسباب واضحة للعيان ولا تحتاج لخبراء ولعل منها:

- وجوب إعادة النظر بمسؤولي الاتحاد وإداريي المنتخب الذين أتيحت لهم الفرص الكثيرة واجتهدوا ولكن لم يظهر لهم نتائج إيجابية في مسيرة المنتخب.

- التعاطي الإعلامي السيئ لدى البعض والتطبيل لبعض اللاعبين والتصفيق لهم على حساب آخرين مما يتسبب ذلك بضغوط نفسية على هؤلاء اللاعبين المسلط عليهم سيف النقد الجارح والخارج عن الروح الرياضية، ونحن هنا لسنا ضد حرية النقد والطرح ولكن قل ما تشاء وتحمل عواقب ما تقول، في حال كانت خارجة عن حدود أمانة الكلمة والطرح السليم.

- المنتديات الرياضية والتي صار أغلبها منبراً لمن لا منبر له من المهرجين والذين أتيح لهم المجال لتمجيد لاعبيهم وأنديتهم ولا ضير في ذلك، لكن ليس على حساب الأندية الأخرى والنيل من لاعبيها ورموزها في عبارات خارجة عن تعاليمنا الدينية وتقاليدنا وعاداتنا، وليس هناك رادع أو محاسب لهم.

- متى يستشعر لاعبونا أنهم محترفون؟.. وماذا تعني كلمة احتراف؟ فلو سألنا أحدهم وأجاب بكل صراحة عن متى ينام؟ ومتى يستيقظ؟ وما هو نظام الأكل عنده؟ وهل يؤدي تمارين صباحية؟ وما هو طموحه في المستقبل الرياضي؟ وماذا يعني له ارتداء شعار الوطن وتمثيله؟ أترك الجواب لهم لعل أحدهم يجيب؟.

- عدم التوفيق باختبار المدرب الجدير لتحمل قيادة المنتخب، وكذلك تعاقب أكثر من مدرب خلال فترة قصيرة.

- لقد تأهلنا إلى نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية وهذا بحد ذاته إنجاز كبير، لذلك يجب أن نرتب أوراقنا من الآن ونعرف أن مجرد التأهل ليس هو طموحنا اليوم، لأننا صرنا نطمح بمنافسة فرق المقدمة وذلك بناء على ما تحظى به رياضتنا من اهتمام ورعاية من حكومتنا في كل المجالات الداعمة والكفيلة بدفع منتخباتنا للمنافسة عالمياً، أما في حالة كون الطموح التأهل فقط، فلن نتأهل بالمستقبل لأن ذلك أشبه ما يكون بطموح طالب بالنجاح في الدور الأول ولو بتقدير مقبول وفي النهاية يخفق حتى بالدور الثاني.

- يجب الاهتمام أكثر بالأعمال السنية وإنشاء أكاديميات خاصة لذلك وتعليمهم الانضباط في كل شئون حياتهم وغرس احترام الآخرين في نفوسهم، بعيداً عن المشاحنات والمزاجية واحترام المنافس أيا كان مستواه، تدريسهم مادة تسمى (الاحتراف).

- وجوب تفعيل التعاون مع وزارة التربية والتعليم حيث إن المدارس تزخر بمواهب عالية ولكنها لم تجد من يتبناها ويبرزها.

- وفي النهاية يكفي مجاملة، فكل لاعب تعدى عمره 27 نقول له كثّر الله خيرك وافسح المجال لغيرك، أيا كان تاريخه، فكرة القدم لا تهتم بالتاريخ، ولكن بالعطاء والقتالية.

هذه وجهة نظر قد يوافني البعض عليها، وفي حال الاختلاف نتمنى الوصول إلى الاتفاق فالآراء متعددة والهدف واحد وهو مصير منتخب الوطن.

محمد بن عثمان الضويحي


Mad330@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد