ينزعج الكاتب أنيس منصور كلما وصلته مجلة البيت الإنجليزية، فالمجلة مليئة بالصور الجميلة عن أماكن متعددة في البيت, بينما أنيس منصور يعيش معظم وقته في مكتبته، وقال: أعيش في غرفة هي مخزن كتب فأنا أتخبط فيها يميناً وشمالاً, فالكتب تحت قدمي وعلى جانبي وورائي وأمامي.. ولهذا لا أستطيع أن أنظر لمجلة البيت لأنها تؤكّد لي كل لحظة أن هذا البيت لا أستطيع أن أبلغه أو أصفه..
عشت عمري في مكتبتي.. ففيها ومعها لم أرَ شروق الشمس ولا غروبها, ولا الهلال ولا القمر عشرات السنين كأنني تحت الأرض أو تحت أنقاض الفكر العالمي.. نهاري بلا شمس.. وليلي بلا نجوم.. وطعامي ورق.. ودمي حبر.