رفحاء - حماد الرويان:
ما أن يدخل شهر رمضان المبارك حتى يستعد المسلمون لإقامة شعائره الدينية، ومن أبرز تلك الشعائر صلاة التراويح والقيام، تلك المناظر التي ينشرح لها القلب يتخللها بعض السلبيات التي يعانيها المصلون في المساجد، ومن أبرزها الإزعاج الذي يصدر عن الأطفال الصغار الذين يصطحبهم آباؤهم وأمهاتهم معهم خاصة خلال صلاة التراويح، مناظر تبعث على الإزعاج والشرود في الصلاة وتؤدي إلى إيذاء المصلين. بالرغم من المطالبات المتوالية من أئمة المساجد بضرورة إبقاء الأطفال إلى جانب ذويهم أثناء حضورهم للمساجد احتراماً للمكان وحرصا على تحقيق طمأنينة المصلين التي هي ركن من أركان الصلاة التي لا تصح إلا بها، ومع ذلك بقيت هذه المطالبات دون أن تحرك أمراً من شأنه انضباط الأطفال أو انصرافهم إلى منازلهم في حال عدم الرغبة في تأدية الصلاة مع جماعة المسلمين، وهو ما وصفه الكثيرون بالإهمال المطلق من أولياء الأمور وتنحيهم عما أوكل إليهم من مسؤولية تجاه أطفالهم.
حيث تحدث حمود الخضيري لنا عن الظاهرة قائلا: لا أدري لِمَ يجلب البعض أبناءهم الصغار إلى المساجد خصوصا من هم دون سن السابعة، الذين يحولون المسجد إلى ساحة للعب والمرح مسببين إزعاجا للمصلين. ورغم تنبيه إمام المسجد مراراً من الإزعاج الذي يسببه الأطفال إلا أن هذا لا يكفي. مضيفا أن هذا الشهر يجب أن تهيأ له كافة الأسباب التي تجعل المصلين يشعرون بالروحانية التي تخشع لها القلوب. ويضيف الخضيري أن الأمر لا يقف عند الإزعاج الذي يسببه الأطفال بل يمتد إلى أجهزة الجوال الذي أصبحت مصدر تشويش دائم لا تفيد معه اللافتات المعلقة على أبواب المسجد التي تدعو إلى احترام حرمة المكان وعدم إزعاج المصلين بأصوات النغمات التي تتردد من كل صوب مسببة ضجراً وتعكيراً للجو الروحاني.
ويشاركه الرأي أحمد الشمري الذي تحدَّث قائلاً: إن هناك بعض المصلين لا يلتزم بتنبيهات الإمام أبدا؛ فتجد ما إن تبدأ الصلاة حتى تجد أصوات النغمات والموسيقى تملأ أرجاء المسجد قاطعة بذلك خشوع المصلين، وهناك أمر آخر وهو وجود بعض الأطفال الذين يقومون بقطع الصفوف قاطعين على المصلين صلاتهم مسببين إرباكاً قد يذهب الخشوع.
على الجانب الآخر يقول مسلم المسلم: نتأذى كثيرا من إزعاج الأطفال داخل المسجد؛ فمنذ أن نشرع في الصلاة حتى يجد الأطفال الأمر سانحا أمامهم باللعب والضحك؛ ما يسبب إرباكا لجماعة المسجد وذهاب خشوعهم فضلاً عن تشويشهم أيضا على قراءة الإمام ومتابعته لركعات الصلاة. ويضيف المسلم قائلا: إنه في بعض الأحيان يكون الأطفال مع أمهاتهم في مصلى النساء، وبالرغم من ذلك فإن أصواتهم ومشاجراتهم تزعج المصليات؛ ما يُفقد المكان روحانيته ويجعل المصليات في تذمر من عبث الأطفال وعدم التزامهم بالآداب التي يفترض أن تكون لديهم من خلال توجيه والديهم المعنيين بالمسؤولية في هذا الجانب بشكل كامل.
كما أن هناك في حديثا للشيخ عبدالمحسن العبيكان المستشار بالديوان الملكي عن هذا قال فيه: إن بعض النساء هداهن الله عند ذهابهن إلى صلاة التراويح والقيام في المسجد في شهر رمضان يصطحبن أطفالهن معهن إلى المسجد فيحصل منهم إزعاج للمصلين غالباً وربما يعبث الأولاد بأدوات المسجد ويقطعون الصفوف فيفقد المصلون الخشوع بسبب ذلك، فينبغي على النساء اللاتي لا يستطعن الذهاب إلى المسجد إلا بأولادهن أن يبقين في بيوتهن ويصلين في بيوتهن، فإن صلاتهن في بيوتهن خير لهن.
وأضاف: (إذا كانت الأم لا تستطيع أن تحضر إلا بأطفالها الذين يحصل منهم إزعاج وتشويش على المصلين وتشويش على الإمام وتشويش على الناس في عبادتهم فإنها آثمة)، فينبغي احترام المساجد واحترام مشاعر المصلين وعدم التشويش عليهم لا بالأطفال ولا بالكلام ولا غير ذلك، فإن من فعل هذا وتساهل به وأحضر أطفاله وشوش على الناس فإني أخشى أن يرد عليه عمله؛ لأنه آذى المسلمين والله جل وعلا يقول: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}، وهو يؤدي العبادة خاصة وهو في بيت من بيوت الله.