هبت نسائم العيد، وبدأت الدنيا تستعد للفرح والابتهاج. وكالعادة لن تقف التقنية الاتصالية في الحياد، فقد دخلت بقوة كممارسة حياتية في مناسباتنا، بدءا من تناقل المعلومات والمعارف، مرورا بالمشاركة والتهنئة، وانتهاء بالمواساة حين وقوع المصائب.
على الصعيد الشخصي أنتظر إبداعات المهنئين من أصحابي على رسائل الجوال، ففيهم عباقرة يعرفون كيف يوجزون بأحلى الكلام وأبلغه، وفيهم شعراء يعطونك ورودا شعرية تجعل عيدك ربيعا لا ينقطع.
وعندما جاء رمضان تحدثنا أيضا عن إبداعات بعضهم من خلال رسائل البريد الإلكتروني، وأشرنا إلى أن هناك من يظهرون قدرات مهولة في استخدام برامج التصميم ومعالجة الصور، ويأتون بلوحات متألقة من الإبداع البشري المتولد عن التقنية ومعطياتها. وأظن أن هؤلاء قد أكملوا عدتهم الآن، ويستعدون لإعلان رؤية هلال شوال، ليمتعونا بعطائهم الريان في زمن التصحر واليباس!
والإبداع في رسائل الجوال بات ظاهرة يعرفها الجميع، وأصبح لدينا ما يمكن تسميته بأدب الرسائل الجوالية، حيث تتنوع أنماط هذا الأدب، وتتشعب دروبه في ميادين الرومانسية والمرح والسخرية والنقد وغير ذلك من ضروب.
صديق مغرم بالحكم والأمثال الغريبة، أرسل لي رسالة بالجوال قبل فترة جاء فيها: (الأعزب يموت ميتة الكلاب، أما المتزوج فيعيش عيشتها)!!
والذي أعرفه أن هذا الصديق يتعامل مع موقع إلكتروني يبث أغرب الرسائل الجوالية وأكثرها إثارة للدهشة، كما يعرض خدماته لطالبيها في جميع أنواع الرسائل، حيث يمكن للعشاق أن يطلبوا أجمل رسائل العشق فتنهمر عليهم نماذج من الرسائل التي يريدون، كما يمكن للطفرانين أن يطلبوا أجمل الرسائل التي تعبر عن حالهم البائس فيمطر عليهم الموقع ما يريدون للتسرية عما هم فيه من نكد!
والذي أتوقعه في قادم الأيام أن تتحول خدمة الرسائل المتميزة لتجارة حقيقية، حيث تتخصص مواقع كبيرة ومتعددة في بيع الرسائل المدهشة والمعبرة لطالبيها، في مقابل رسوم معينة، مع حماية نظامية لحقوقها سواء من خلال إظهار اسم المصدر الأصلي في الرسالة، أو من خلال أي طريقة تقنية تمنع التداول لهذه الرسائل إلا بواسطة الموقع الأصلي الذي قام بتسويق العمل.
العيد جاء، وإبداع أهل التقنية ينتظر هلال شوال، ليلون حياتنا بألوان قوس قزح، ويعطر أجواءنا بأريج الورود الجميلة.
Shatarabi@hotmail.com