منذ أكثر من تسع سنوات وأمانة الرياض والهيئة العليا لتطوير الرياض تعملان بإصرار من أجل عيد أكثر بهجة، هذه الأيام طالعتنا الصحف المحلية بجهود كبيرة تسعى إليها الأمانة والهيئة استعداداً لعيد الفطر المبارك، ذلك العيد الذي أصبح له طعم ولون في العاصمة الرياض، أتذكر قبل سنوات خلت أنني قضيت صباح العيد في العاصمة أهيم في الشوارع لا أدري أين أذهب، يالها من خيارات محدودة، إما استراحات أو مطاعم قليلة مفتوحة أو مقاهي الدخان الأبيض، وبين تلك السنوات وهذه السنوات خطوات جادة للعمل المخلص لهذا الوطن، حيث قضينا بعد ذلك أعياد سعيدة فعلاً في الرياض، حيث المتنزهات والملاهي وبرامج أعياد الأمانة كما يسميها الناس، لقد شعرنا مع أطفالنا بأنه عيد حقيقي، هذا العام سيكون المحتفلون على موعد مع برامج جديدة حيث يستقبل مركز الملك عبدالعزيز التاريخي (وفقاً لهذه الصحيفة) زواره طوال أيام عيد الفطر المبارك من خلال أنشطة شاملة ومتنوعة تبهج النفس وتسر الخاطر. ويحرص القائمون على المركز على تقديم الفعاليات التي ترضي وتسعد جميع الأذواق.
ونظراً لأن المسرحيات التي تقدم في احتفالات العيد استطاعت أن تجذب الكثير من محبي هذا النوع من الأنشطة الهادفة والترفيهية والمسلية مما جعل المسؤولين في أمانة منطقة الرياض يقومون بتحديد 16 مسرحية كوميدية هادفة موجهة لمختلف فئات المجتمع كباراً وصغاراً ويشارك في بطولتها نخبة من المسرحيين وذلك بعد النجاحات التي حققتها المسرحيات في أعياد الرياض في المواسم السابقة وفي هذا العيد تم تخصيص 10 مسرحيات للرجال ومسرحيتين للنساء و4 مسرحيات للأطفال.
وأمام هذه الجهود لا نملك إلا الشكر لكل القائمين على عيد البهجة والذي أمرنا ديننا أن نحتفل به ونظهر البهجة في حدود ما تسمح به الشريعة، ولكن رغم ذلك هناك من يحاول أن يعيد الأعياد إلى سابق عهدها دون مظاهر احتفالية ترضي جميع الأطراف، حيث تروج بعض مواقع الإنترنت لهذا الفكر المتشدد وتطالب أحياناً بمقاطعة مثل هذه الاحتفائية، ومن المؤكد أنكم سمعتم على المنابر من يدعو لذلك علناً كما سمعته أنا بأم أذني وأبيها أيضاً، فماذا يريد هؤلاء أصحاب الفكر الأحادي، المسرحيات منها ما هو مخصص للأطفال ومنها ما هو مخصص للنساء ومنها للرجال، وهذا يحدث في بلادنا فقط من أجل احترام الشريعة وأهلها، ولكن يبدو أن هؤلاء لا يريدون الفرح يريدونه عيداً حزيناً خالياً من البهجة التي أمرنا بها الدين الحنيف.
Mk4004@hotmail.com