عجباً.. فقد كنت قبل عدة أيام في مقبرة النسيم بعد صلاة العصر وقد حضرت قبل أن تحضر الجنائز، فلما وصلت فإذا بشخص ملتحٍ ثيابه رثة يستقبل الجنائز ويأمر أهلها أن يضعوها على الأرض للصلاة عليها قبل دفنها في القبر وإذا بالأصوات تختلط من هنا وهناك لماذا؟!
لنصلي عليها بعد دفنها لا تؤخروها.... ولم يلتفت هو لذلك، بل أمر بتسوية الصفوف وطال بنا الوقت من أجل ذلك ونحن تحت أشعة الشمس, والجميع صائم في شهر رمضان وقام بالصلاة عليها منا من سمع التكبير ومنا لم يسمع والصفوف مقوسة ومستقيمة وناقصة وكاملة ومعوجة في عبث وفوضى غريبة.... ولم ينته الأمر وإذا بهم يستقبلون الجنائز عند القبور وهم الذين يباشرون ذلك ويأمرون وينهون ويصرخون ويعظون ويجادلون ويخطئون ويصوبون منهم من أهل البلد والبعض من بعض الدول العربية المجاورة وفي تلك الأثناء أتت بعض الجنائز الأخرى فإذا بنفس الرجل السابق يستقبلها ويصرخ: صلوا على الجنائز... صلوا على الجنائز فيختلط الناس مرة ثانية ويكثر لغطهم فيصلون ثم تعود الكرة مرة ثانية في استقبال الجنائز عند القبور وتولي أمرها.
في الحقيقة شاهدت مناظر غريبة وتصرفات عجيبة من هؤلاء، وتساءلت من يكونون؟ هل هم موظفون من قبل أمانة منطقة الرياض؟! لكن لا أعتقد إذ لا يوجد ما يدل على ذلك من بطاقة أو لبس معين أو........ إذن من وضعهم وماذا يريدون؟.. وهل طريقتهم صحيحة ومشروعة؟ ثم إن هذه الأوامر والنواهي التي تصدر منهم وتحكمهم بالناس وبأهالي المتوفين وهم في حالة شغل وضعف بأنفسهم من الذي سوغها لهم؟ وإن كانوا يريدون الخير والأجر فهل وفقوا للصواب وبهذه العشوائية والاجتهادات؟!.
لعلي أتوجه إلى معالي أمين منطقة الرياض وفقه الله والذي جهوده المشكورة في تطوير المنطقة يشهد لها القاصي والداني، وفي كل يوم تشهد رياضنا تطوراً عن الذي قبله ولله الحمد وما يبذله من جهود خاصة في تطوير المقابر وتوفير الخدمات وتسهيل الوصول إليها وتنظيمها لهو واضح أيضاً فجزاه الله خيراً, وكل من ساهم معه في ذلك وأجدها فرصة لأن أشارك ببعض المقترحات التي تقضي على بعض الاجتهادات الفردية وتساهم في دفع مسيرة العناية والاهتمام بمقابر المسلمين وخاصة في منطقة الرياض.
أولاً: منع جميع المجتهدين داخل المقابر بالأمر أو النهي أو التحكم بالجنائز أو مخاطبة الناس وتوجيههم وعدم السماح لهم بذلك بتاتاً وإحالة الأمر إلى الجهات المعنية وأعتقد أنها وزارة الشؤون الإسلامية بما فيها مكاتب الدعوة والإرشاد أو رئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتخصيص مكاتب صغيرة لهم في جميع المقابر لتوجيه الناس بالحسنى وعلى علم شرعي صحيح وبطريقة مهذبة وبمظهر محترم ويقومون بالمساعدة فقط والتوجيه عند وجود أخطاء إن وجدت مع العلم أنه لا يخلو من كل جماعة من العائلة المتوفى صاحبها من صاحب علم أو خبرة يفيدهم، وربما من المناسب طباعة ورقة صغيرة تشرح طريقة الدفن مع توضيحها ببعض الصور تعطى عند دخول الجنازة بالسيارة للمقبرة أو توضع لوحات متنقلة كبيرة تبين طريقة الدفن بالصور بمراحلها، وأعتقد أنها لا تحتاج إلى شرح معقد لسهولة ذلك ولله الحمد, ووجود مثل هذا المكتب الصغير مع موظف مختص طوال الوقت يساهم في عدم وجود المخالفات الشرعية عند الزيارة والدفن.
ثانياً: يرغب الكثير من الناس الصلاة على الميت وربما لا يتمكن من الصلاة عليه في الجامع فلو وجد مصلى خاص بالجنائز (فقط) مظلل ومكيف, وعند وصول الجنازة يتوجه إليه مباشرة ومن يرغب الصلاة سيكون موجودا بالمصلى ينتظر وصولها.
ثالثاً: يجد الناس صعوبة في معرفة الجنازة الخاصة بهم وخاصة عند كثرتها فتجد الشخص ينتقل بين جنازة وأخرى ويسأل: أهذه جنازة آل فلان؟! حتى يجدها فلو مثلاً تم وضع لوحة متنقلة طويلة قرابة 2م ويتم لصق اسم العائلة عليها لسهل على الناس كثيراً معرفة جنازتهم.
أخيراً: من المهم وجود مشرفين من الأمانة بلباس معين وبارز يقومون بالمتابعة والتنظيم واستقبال الجنائز عند القبور وتخصيص كل جنازة للقبر المناسب لها والإشراف على الأدوات وتوفرها وتسهيل كل العقبات التي تواجه أهالي المتوفين وبوجودهم يمنع جميع المجتهدين-هداهم الله- وتسير الأمور في المقبرة بشكل جيد ومنظم وسيجد القائمون على المقابر كل الدعاء من أهالي المتوفين والزائرين. وأكرر شكري لأمانة منطقة الرياض ولأمينها على جهودهم المتواصلة في تطوير المنطقة والرقي بالخدمات للناس وتسهيل وتوفير جميع المتطلبات العامة فيما يخص عملها فبارك الله في الجهود ووفقكم الله.