Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/09/2009 G Issue 13501
الثلاثاء 25 رمضان 1430   العدد  13501
نوافذ
القدس
أميمة الخميس

 

على مشهد ومسمع من العالم تستمر عملية تهويد القدس يومياً بصورة مطردة وسريعة على حدود أسوار القدس القديمة في جبل المكبر، مدعومة بحكومة يمين متطرفة متعلقة بالحلم التلمودي وقرار أمريكي رخو يدعو إلى وقف بناء المستوطنات فقط وليس إزالتها.

الموقف العربي اقتصر على التحرك الدبلوماسي الذي انتهى بإعلان اليونيسكو عاصمة للثقافة العربية، ومعاهدة سلام يقفل عليها المفاوض الإسرائيلي في درج قصي من التعنت والتعجرف وفتح ملفات جانبية مثل ملف مدينة غزة وحكومة حماس أو أسلحة حزب الله أو السلاح النووي الإيراني، وكل ما من شأنه أن يفتت مسيرة السلام ويبعد الأطراف عن مائدة المفاوضات.

لكن على هامش هذا المشهد المعتم, نجد أن إسرائيل باتت محاصرة دوليا على المستوى الدبلوماسي، بعد التفاف العديد من الجهات العالمية حول القضية الفلسطينية، فلم تعد عملية الرفض للوحشية العسكرية الإسرائيلية تقتصر على المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بل تجاوزته إلى تعرض إسرائيل إلى أزمات دبلوماسية عميقة مع الدول، بعد أن تجاوزت العديد من تلك الدول والمنظمات شبح (معاداة السامية) الذي كانت تلوح به مجموعات الضغط الصهيونية ضد من يتجاوز الخطوط الحمراء، لنجد العديد من الشخصيات العالمية مثل نيلسون مانديلا وجيمي كارتر قد شبهوا النظام في إسرائيل بالنظام العنصري السابق في جنوب إفريقيا.

بينما ينتظر العالم الأسابيع القادمة نتائج لجنة تحقيق الأمم المتحدة حول الجرائم التي ارتكبت في غزة في يناير الماضي، أيضاً في إسبانيا قررت محكمة إسبانية بموجب مبدأ الاختصاص العالمي محاكمة سبعة من العسكريين والسياسيين الإسرائيليين بتهمة ارتكاب مجازر حرب ضد الإنسانية، على خلفية إلقاء طائرة من سلاح الجو الإسرائيلي قنبلة تزن طنا على حي مكتظ بالسكان في غزة عام 2002م.

وفي مؤشر على تفاقم الأزمة بين السويد وإسرائيل حول تقرير صحفي عن سرقة أعضاء أجساد الضحايا الفلسطينيين، أفادت الإذاعة الإسرائيلية أن وزير الخارجية السويدي، كارل بيلدت، ألغى زيارته التي كانت مقررة لإسرائيل.

وفي نفس السياق قامت مجموعة من المشاهير، على رأسهم النجمان السينمائيان جين فوندا وداني غلوفر، والكاتبة المسرحية، إيف انسلر، بالانضمام لسلسلة متنامية من الفنانين المقاطعين لمهرجان تورنتو السينمائي الكندي للأفلام، نظراً لاحتفائه بالذكرى المائة لإنشاء مدينة تل أبيب الإسرائيلية.

أما المقاطعة الاقتصادية على المستوى الشعبي في أوروبا فقد بدأت تتسع مثل كرة الثلج.، وقد نشرت جريدة اللومند الفرنسية (النسخة العربية) تحقيقاً موسعاً عن العديد من مظاهر المقاطعة الأوروبية للشركات الإسرائيلية أو حتى تلك المتعاونة معها حيث كشف التحقيق على أن 21% من المصدرين الإسرائيليين قد تضرروا من المقاطعة.

عربياً لابد من استثمار هذا الجيشان الشعبي العالمي ضد الدولة الصهيونية، (والذي لعب فيه الإعلام الحر والمستقل دوراً كبيراً), استثماراً يخدم مصالح القضية العربية ويقيلها من عثراتها، فعبر العمل الدبلوماسي المنظم والنفس الطويل والأهداف المسبقة, سرعان ما تتبلور جماعات ضغط لصالح قضايانا في أوساط مواطن صناعة القرار الدولي، قد يكون هذا أحد الحلول القابلة للتطبيق، لكنه بالتأكيد ليس الحل الوحيد فمن الصعب تأمل المخطط الاستيطاني الذي تقضم فيه الجرافة الإسرائيلية مدينة القدس حياً إثر الآخر ونحن مكتوفو الأيدي مكممو الأفواه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد