Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/09/2009 G Issue 13501
الثلاثاء 25 رمضان 1430   العدد  13501
برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي
عبدالله بن سليمان بن عبدالله اللحيدان (*)

 

في يوم الخميس 17-4-1426هـ الموافق 26-5-2005م صدر الأمر السامي رقم 5387/ م ب بإطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وتم العمل في بداية انطلاق البرنامج على ابتعاث مجموعة من الطلاب والطالبات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم تمت توسعة قاعدة دول الابتعاث حتى أصبحت تشمل جميع الدول المتقدمة بما فيها اليابان، والصين، وكوريا الجنوبية، ودول أوروبا الغربية، وكندا واستراليا، ونيوزيلندا من خلال خمس مراحل للابتعاث مضى منها أربع ونحن على مشارف ابتعاث طلاب وطالبات المرحلة الخامسة.

وقد وضع لهذا البرنامج بمراحله الخمس رسالة سامية، وهي: (تنمية وإعداد الموارد البشرية السعودية وتأهيلها بشكل فاعل، لكي تصبح منافساً عالمياً في سوق العمل ومجالات البحث العلمي، ورافداً أساسياً في دعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة).

وما زال أبناؤنا المبتعثون للمراحل الأربع الأولى يسعون لتحقيق هذه الرسالة ويتفانون في طلب العلم حيث بلغ عدد المبتعثين للدراسة في الخارج أكثر من (60) ألف طالب وطالبة، يدرسون في العديد من دول العالم بمختلف التخصصات، وبما أننا على مشارف المرحلة الخامسة للابتعاث يجب علينا أن نقف على نتائج المراحل السابقة، حيث بدأت قوافل العائدين من حملة الشهادات بالعودة إلى أرض الوطن متسلحين بما معهم من العلم والمعرفة والمهارات المكتسبة بعد أن أفنوا زهرة شبابهم في طلبها.

إن النظر في النتائج المرجوة وربطها بأهداف البرنامج ومدى تحقيقها لهو المعيار الذي يعطينا الصورة الحقيقية لما ستكون عليه الأمور في المستقبل القريب للدفعات اللاحقة والتي ما تزال تنهل العلم بعيداً عن أرض الوطن، وهذا من شأنه أن يعيننا على تدارك ما يمكن تداركه من حيث إعادة النظر في التخصص الذي تقدم إليه المبتعث لمن لم يتجاوز مرحلة اللغة بعد، وتعديل بعض اللوائح والأنظمة الخاصة بالمبتعثين أو تيسيرها الكترونيا، والنظر في صرف بدل غلاء معيشة للمبتعثين لأنهم بأشد الحاجة إليه هناك، وأخيراً النظر في الإجراءات اللاحقة للابتعاث من توجيه وتوظيف واستثمار بحثي، والتنسيق مع الشركات والمؤسسات لاستقطاب المبتعثين وتوظيفهم برواتب مجزية تتناسب مع ما بذلوه من جهد مغتربين عن أهلهم ووطنهم.

إن الطالب المبتعث حينما يستقر مادياً في الغربة ولا يضطر للعمل في حرم جامعته ليسد حاجته، وحينما يعلم بأن هناك وظيفة مجزية بانتظاره، أو قرضا حسنا لإتمام مشاريعه التي درسها ويسعى لتطبيقها، حينما يعلم ذلك سيكون له أثر في زيادة دافعيته لينهي سنوات دراسته بأسرع وقت ممكن وبأعلى الدرجات ليكون في وطنه وبين أهله.

وفي الختام نرفع أكف الدعاء في هذه العشر المباركة بأن يسهل لكل المبتعثين أمرهم، وأن تقر أعيننا بعودتهم لأهلهم ووطنهم بأعلى الشهادات.

(*) عضو هيئة تدريس، قسم الإدارة التربوية، جامعة الملك سعود



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد