محاولة ضرب أحد أهم رموز محاربة الإرهاب في المملكة ما هو إلا دليل حي على نجاح الإستراتيجية التي يتبناها ويطبقها الأمير محمد بن نايف.. فقد أدت محاربة أصحاب هذا الفكر الإجرامي لتحويل مساراتهم المتعددة في ضرب المجتمع ومصالحه إلى ضرب من أغلق الطرق والممرات أمامهم فكان ما حدث.
النتائج التي آلت إليها المعركة التي قادها هذا الأمير الشاب ضد هؤلاء الخونة لم تكن لترضي قادتهم وعقولهم المدبرة فدبروا وخططوا للتخلص منه علّهم يحظون بفرص جديدة لممارسة هواياتهم العفنة من جديد إلا أن القدر هذه المرة كان لهم بالمرصاد فحرمهم من الحصول على تلك الفرص ومتعة قتل وفتك الأبرياء والتلذذ بالتخطيط لذلك، وكانت النتيجة أن فشل مخططهم وسيستمر كذلك بحول الله وقوته.
تطالعنا أخبار أحوال هؤلاء القتلة يوماً بعد يوم بما يثبت خلو جعبتهم وخواء عقولهم وتخبطهم المستمر فمنذ أن بدأت أيادي الحق بمحقهم ومسح وجودهم ونحن نسمع بأفول نجمهم المسخ الذي شاح بسواده النتن في سماء هذا الوطن وكاد أن يهز شموخه لولا أن حماه الله سبحانه وتعالى وأمده برجال تقدم وطنيتها على روحها وما تملك.. إن ما حدث مؤخراً لهو أمر مفرح بحق حيث تبيَّن لأعداء هذه الأمة أن الله سبحانه وتعالى قد سخَّر لهذه البلاد رجالاً لا تنحني أمام ثلة من همج.. ولا تجزع من مجموعة تحركها أهداف قذرة في سواد الليل وخلف القمائم والمخلفات -أعزكم الله-.. لقد أثبت مخططهم أنهم قد بئسوا ويئسوا ولم يتبق لهم سوى الحراك على هامش الحياة كالحيوانات المذبوحة التي تنازع الروح في حركات لا معنى لها.
لم يكن في طريقتهم القذرة لزرع المتفجرات ذكاء خارق أو فطنة مميزة أو اكتشاف عظيم وبرغم ذلك فإنني أرى أنه خروج عن المألوف وأسلوب جديد - وإن كان قذراً- يجب التفطن إليه وغيره من الأساليب النتنة التي ربما يستخدمها مستقبلاً هؤلاء المفلسون، علينا التّحسب مستقبلاً لأنواع مماثلة من الفكر العفن في توظيف الغايات والأهداف.. ولا أظن أن الأمير محمد بن نايف وهو الذي تمرس في محاربتهم ومحاربة أفكارهم المسمومة والملوثة ببعيد عن ما يمكن أن يوظفوه مستقبلاً في سبيل تحقيق مصالحهم وترك بصمة لهم هي أقرب لبصمة الوداع قبل أن يتم اجتثاثهم والقضاء على جذورهم المريضة.
لا يجب التهاون في النظر لهذه الفئة وأساليبها وطرقها ومحاولاتها المستمرة للتذكير بوجودها فقد جُبل مسيروها على الاعتقاد المستمر بتبرير ما يفعلون في سبيل تحقيق ما تحمله من وهم متذرعين إيماناً واعتقاداً بجواز استخدامهم لكل الوسائل والطرق في سبيل ذلك حتى وإن كان على حساب تفخيف مؤخراتهم.. إلى لقاء آخر إن كتب الله.
dr.aobaid@gmail.com