Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/09/2009 G Issue 13501
الثلاثاء 25 رمضان 1430   العدد  13501
التبرع لبرامج مرضى الفشل الكلوي 5060
فضل بن سعد البوعينين

 

لا يشعر بمعاناة المرضى وحاجاتهم الملحة إلا المرضى أنفسهم وأهليهم، أو من يشرف عليهم، أو من وفقه الله للاهتمام بإخوانه المحتاجين. قادتني الصدفة لمعرفة بعض مرضى الكلى الراغبين في إنهاء معاناتهم القاسية مع الغسل المتكرر من خلال زراعة الكلى في الخارج. لم تكن عمليات الزراعة متاحة لهم محلياً، في الوقت الذي عجزوا فيه عن توفير تكاليف السفر وإجراء عمليات الزراعة في الخارج. تألمت كثيراً لمشاهدتي أحد الأطفال المصابين بالفشل الكلوي؛ كان كعود الأراك، لا يقوى على ممارسة نشاطه اليومي. انقطع عن الدراسة بسبب المرض، حاولت أسرته المساعدة، فعجزت إلا من دموع والديه المُحرقة. وفق الله أولئك المرضى أن يسر لهم أمر إجراء عمليات زراعة الكلى في الخارج. كانوا ضمن من أُجريت لهم عمليات في الخارج على نفقة الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء. بعد أكثر من ثماني سنوات ينعم ذلك الطفل المريض، الذي أصبح شاباً، بحياة هانئة، ويواصل دراسته الجامعية في الخارج بتفوق لافت. العمل الإنساني الجليل الذي قام به الأمير عبدالعزيز بن فهد ساهم في إنقاذ أنفس، ومساعدتها على العيش الكريم، وممارسة نشاطها باستقلالية تامة.

الصدفة قادتني أيضاً لمعرفة الحالة البائسة التي كانت عليها تلك المقيمة المقعدة بسبب الفشل الكلوي المزمن الذي عانت منه سنوات طويلة. امرأة مسلمة، أرملة، تجاوزت الستين، وليس لها في هذه الدنيا إلا الله ثم المحسنين. وفقها الله برعاية خاصة، ومُكِنت من إجراء عمليات الغسل المكلفة على نفقة الدولة -رعاها الله. أما الطفل عبدالله فلم يمهله مرض الفشل الكلوي الحصول على العلاج. تسمم الجسم، تعطلت وظائف الكلى، وتبعتها أجهزته الأخرى فتوفي خلال خمسة أيام كابد فيها الألم، واستنزف قطرات دم والديه قبل دموعهما. لن أروي سيناريو الأيام الخمسة البائسة، ففيها من الألم، وقلة الحيلة، والتهاون بأرواح الأبرياء الكثير.

قصص متفرقة ربما تحدث بشكل يومي، كثير من المرضى غير المستحقين لمجانية العلاج لا يستطيعون توفير الدواء، فكيف بعمليات الغسل شبه اليومية التي ربما كلفت جلستها الواحدة في حدود 1200 ريال. لم تدخر الحكومة -وفقها الله- جهداً في توفير وحدات غسل الكلى في المستشفيات الحكومية ضمن خدمات الرعاية الصحية المجانية، إضافة إلى ما تقدمه الجمعيات المتخصصة. ومع ذلك ما زالت الحاجة ملحة لبناء مزيد من مراكز الغسل وتوفير أموال الدعم للإنفاق على المراكز الحالية. قد يكون المقيمون أكثر حاجة لجهود الجمعيات المتخصصة، إلا أن السعوديين أنفسهم هم ضمن الشريحة التي تهتم بها تلك الجهات الخيرية وعلى رأسها (جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي) الجمعية الرائدة في العمل الخيري الشامل.

الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز المشرف على الجمعية، دعا الإعلاميين الى (المساهمة في دعم برنامج التبرع لمرضى الفشل الكلوي لمساعدة الجمعية في توفير المبالغ اللازمة لتأمين جلسات الغسل الكلوي للمرضى المحتاجين. هل يحتاج الإعلاميون دعوة للاهتمام بمثل هذا العمل الإنساني الجليل)؟!

لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية دور رائد في الاعتناء بمرضى الفشل الكلوي، ونشر برامج التوعية والتثقيف التي يقول عنها الأمير عبدالعزيز بن سلمان إنها (ليست برامج إبراء ذمة) ولكن الأهم من ذلك فعاليتها وحجم الفائدة التي ستتحقق منها في درء زيادة عدد المرضى أو تحسين الخدمة.

كان لجمعية الأمير فهد بن سلمان الدور الرئيس في إعداد برنامج التبرع بالأعضاء بين الأحياء غير الأقارب الذي وافق عليه مجلس الوزراء الموقر العام 2006م. كما كان لها الدور الرئيس في حشد العمل الخيري لرعاية مرضى الفشل الكلوي في مناطق المملكة، وتقديم خدمات غسل الكلى الخيري من خلال بعض المستشفيات الخاصة.

الدولة تتحمل الجزء الأكبر في توفير خدمات علاج مرضى الكلى، إلا أن الدور الحكومي يحتاج دائماً إلى مؤازرة من القطاع الخاص، والمواطنين لزيادة كفاءة خدمات العلاج وكفايتها. كما أن مساهمات الخيرين تحتاج إلى من يديرها وفق المنهجية الحديثة التي تضمن تحقيق المنفعة الكلية من كل ريال ينفق ابتغاء مرضاة الله.

أجزم بأن جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي هي الجهة التي يمكن أن تحقق الكفاءة القصوى في العمل الخيري الموجه لخدمة مرضى الكلى في المملكة. المنهجية العلمية، الإدارة الحديثة، الأفكار الخلاقة، الثقة، والدعم الذي تجده الجمعية من ولاة الأمر يؤهلها لتحمل الدور القيادي المثمر في هذا المجال. مساعدة جمعية الأمير فهد بن سلمان في توفير المبالغ اللازمة لتأمين جلسات الغسل الكلوي للمرضى المحتاجين من خلال دعم برنامج التبرع لمرضى الفشل الكلوي عبر رقم الجوال الموحد 5060 لمشتركي الاتصالات السعودية و(موبايلي) واجب يحتمه الدين، الوطنية، الإنسانية. أعتقد أن إرسال رسالة واحدة بعشر ريالات، أو اشتراك شهري ب 12 ريالاً لن يؤثر البتة على ميزانية المواطن والمقيم، بل ربما لا تحدث تغييراً يذكر على فاتورة الجوال الشهرية. يتسابق كثير من المواطنين للاتصال ببرامج المسابقات الفضائية التي تكلف دقيقة الاتصال فيها 10 ريالات، وهي برامج المشاركة فيها أقرب ل(الميسر) منها إلى المسابقات المباحة، فيؤزر المتصل ولا يؤجر، في الوقت الذي يمكن أن ترصد له العشر ريالات في سجل حسناته فينميها له الله، وتكون سبباً في دخوله الجنة.



f.albuainain@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد