Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/09/2009 G Issue 13501
الثلاثاء 25 رمضان 1430   العدد  13501
أضواء
إشاعة ثقافة العمل الخيري التطوعي جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية
جاسر الجاسر

 

من حسنات تنظيم العمل الخيري في المملكة - بعد الاستغلال السيئ لتبرعات أهل الخير وتوجيه ما يحصلون عليه من أموال لدعم الأعمال الإرهابية ونهب بعض ضعاف النفوس للتبرعات لمصالحهم الخاصة - أنه برز الكثير من الجمعيات الخيرية لرعاية مَن يحتاجون إلى مساعدة من قبل أهل الخير. ويخطئ كل مَن يعتقد أن الدولة أو الحكومة قادرة على تلبية كل حاجات المحتاجين إلى المساعدة من مرضى وأسر وأشخاص - لا نقول إنهم فقراء معدمون -؛ فأي دولة في العالم لا يمكن أن تلبي كل حاجات المجتمع، ومن سمات المجتمعات النشطة والفاعلة أن تشجع وتنشئ جمعيات وهيئات خيرية لا لتساعد الدولة في تقديم الخدمات ومساعدة المحتاجين فقط، بل لتتيح لأفراد المجتمع الإسهام في المشاركة في تقدم وطنهم من خلال التفاعل مع قضاياه وإشاعة ثقافة خدمة المجتمع بالتطوع والتبرع والإسهام بجزء من المال أو الوقت لخدمة هذا الوطن.

وهذه الفلسفة التي يقوم عليها عمل الجمعيات الخيرية التي ذكرنا أنها انتشرت في بلادنا انتشاراً خيراً وإيجابياً، وأن أعمالها أصبحت توجه إلى الداخل؛ مما جعلنا نشعر بإنجاز وأهمية عمل هذه الجمعيات. ولكي نوسع ثقافة المجتمع ونساعد على نشر ثقافة التطوع والإسهام المباشر في عمل الخير يفترض أن نعرف ما تقوم به هذه الجمعيات. وقد أبهرني شخصياً إحدى هذه الجمعيات، وهي جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي؛ فهذه الجمعية التي وفقها الله بوضعها في أياد أمينة هي إحدى الأوراق الخيّرة من أبناء شجرة الخير؛ الشجرة الظليلة للأعمال الخيرية في بلادنا (الأمير سلمان بن عبدالعزيز)؛ فهذه الجمعية التي خرجت من العباءة الخيرة للأمير سلمان بن عبدالعزيز عام 1421هـ، وعقد أول اجتماع تأسيسي لها عام 1422هـ، وكانت تحمل اسم (الجمعية الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي)، وتقديراً للدور النبيل الذي قام به الأمير فهد بن سلمان - رحمه الله - الذي كان له الدور الرئيسي لقيام الجمعية وبدء نشاطها حيث تحمَّل مسؤولية الأمانة العامة، تغير اسم الجمعية ليصبح (جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي). وفي عام 1424هـ امتدت خدمات الجمعية لتشمل جميع مناطق المملكة، وليكون مركزها الرئيس مدينة الرياض.

تلك كانت البداية، وبقدر ما كانت بداية جيدة فقد أسست لجمعية مهمة أضاف إليها تسلم الأمير عبدالعزيز بن سلمان مسؤولية إدارتها ومتابعة أنشطتها وتطوير أدائها؛ فالجمعية تضطلع بمهام جسام، ويكفي أنها مسؤولة عن رعاية آلاف المرضى من الذين يعانون من الفشل الكلوي، وهو مرض له انعكاسات خطيرة على المجتمع، من خلال التأثير المباشر في المريض وأهله، اجتماعياً واقتصادياً وأسرياً ونفسياً.

ماذا فعل الأمير عبدالعزيز بن سلمان؟ وكيف ارتقت الجمعية بأعمالها وأدائها؟ هذا ما سوف نواصل الحديث عنه في أيام الخير الفاضلة التي نعيشها في هذا الشهر الفضيل.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد