Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/09/2009 G Issue 13501
الثلاثاء 25 رمضان 1430   العدد  13501
المنشود
المساجد في رمضان.. مشاعر وانطباعات
رقية سليمان الهويريني

 

يزعم بعض الناس أن رمضان الحالي أفضل من رمضان الأمس، ويحتجون بكثرة المصلين مرتادي المساجد، وهم في الواقع يغترون بالمظهر الرمضاني المتمثل بكثافة المصلين في هذا الشهر، وخصوصاً في صلاتي الفجر والعشاء بينما يلاحظ قلتهم في صلاة المغرب، وندرتهم في صلاتي الظهر والعصر بسبب النوم نهاراً والسهر ليلاً، وهو أمر ملموس لا ينكره أحد.

والحق أن رمضان اليوم يفتقد للحس الرمضاني المفعم بتجلي الشعور الحقيقي نحو بعضنا، أقارب كنا أو جيراناً أو مسلمين بشكل عام. ولندع جانباً مشاريع إفطار صائم والتجهيزات الضخمة المعدة لها ونصب الخيام لتفطير العمال وسائقي العوائل وأصحاب الليموزين المستفيدين منها ممن يتناولون فطورهم وقد يتكاسلون عن أداء صلاة المغرب لانشغالهم بالأكل وأخذ الباقي لمنازلهم ليكون رمضان رغداً. ولو تم تفعيل مشاريع إفطار الصائمين بتوجيه مرتاديها نحو الفضيلة، والتحلي بالخلق الإسلامي، وعدم الغش والتعامل بالحسنى لكان هدفاً سامياً وجميلاً، إما أن تكون مكاناً للاستعراض الفاحش بجلب أنواع متعددة من الأطعمة وتكليف من يقوم بخدمتهم فهو أمر شكلي أكثر منه ضمنياً، ناهيك عن قيام بعض أئمة المساجد بتفطير أولئك الصائمين في مكان صلاة التراويح المخصص للنساء، واستقبالهن ببقايا الأكل وروائح العمالة الكريهة فلا تستطيع المصلية إكمال صلاتها. ولست أدرك سبباً لاحتقارهن ووضع العمال ممن لا يُجهل حالهم في المكان المخصص لأداء فرض واحد من خمس صلوات برغم أنهن ضيفات خفيفات يحضرن مع رمضان مرة واحدة في العام ويغادرن معه.

ولكون الشيء بالشيء يذكر، فلا أتوقع أن أحداً يرضيه وضع المساجد وما يمارسه المصلون من فوضى وقلة احترام لبواباتها، وعدم وضع الأحذية في الرفوف المخصصة لها، ولو داوم الإمام على التوجيه لهذا الأمر لتجاوب المصلون بالاتباع، كقدرته السحرية على إقناعهم بجمع المبالغ المخصصة لإفطار الصائمين! ولكن لا تتفاجأ حين تجد حذاء الإمام مختلطاً مع بقية الأحذية، وسيارته تقف أمام باب المسجد وتعيق دخول وخروج المصلين، فضلاً عن تجاهل بعض الأئمة وإصرارهم على عدم التقيد بوقت صلاة العشاء ورفض تأخيرها نصف ساعة كما قررته وزارة الشؤون الإسلامية، وتأديتها بسرعة هائلة دون خشوع وكأنه في ماراثون، أو أنه مكلف بإكمال الإمامة في مسجد آخر! ولا تعجب حين يترك إمامة المسجد بعد ختم القرآن في ليلة السابع والعشرين من الشهر ليعتكف بجوار البيت العتيق! بينما لا تزال الوزارة تهدد إعلامياً - عن الملامة - بوجوب التقيد بالوقت وبمستوى مناسب لمكبرات الصوت وبعدم ترك إمامة المساجد قبل نهاية رمضان.

وما يؤسف له أن رمضان يعود سنوياً، وتلك التجاوزات تتكرر دون محاولة لتصحيحها أو تقييم الأداء إيجابياً وسلبياً من لدن القائمين على المساجد.

وما يؤلم أن سيد الشهور يغادرنا ويودعنا بتسامح وكرم من عطائه، ونودعه بخجل من تقصيرنا في ضيافته، برغم التفنن في الطبخات وبسط الموائد والتلذذ بتذوق الأكلات وتبادل الزيارات وامتداد السهرات.

وفي النهاية هنيئاً لمن ذاق طعم الطاعة، وكف الإيذاء؛ فعاهد الله بعدم استبدالها بلذة المعصية والاعتداء!

rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض 11342





 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد