Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/09/2009 G Issue 13501
الثلاثاء 25 رمضان 1430   العدد  13501
الحقيقة شمس
أزمة حكاية في رمضان
رجاء العتيبي

 

يؤكد كثير من المتخصصين في مجال الدراما أن القصة هي الأساس التي يقوم عليها العمل الدرامي, فالسيناريو والحوار ومواقع الحدث والإضاءة والمؤثرات البصرية والسمعية، كل ذلك يأتي لاحقاً, في حين تأتي القصة (الحكاية) أولاً.

العمل بدون (حكاية) لا يساوي شيئاً, وهي البطل الحقيقي للأعمال الدرامية, ولولا (الحكاية) لما تابع الناس الرواة القدماء وهم يسردون قصصهم, ولولا (الحكاية) لما انفعل الناس مع الشخصيات وتأثروا بها, ولولا (الحكاية) لما كان لدينا حدث ولا صراع ولا تطور في الشخصيات.

نحن نتابع (حكاية) الجدات بشغف, مع عدم وجود (نجم)، حسب مفهومنا المعاصر, كدليل على أن الذي (يشد) الجمهور للأعمال الدرامية هي (الحكاية) وليس النجم, هناك (نجوم) سقطوا درامياً؛ لأن أداءهم لا يتكئ على (حكاية) متكاملة البناء؛ فتراهم يصولون ويجولون وحدهم في العمل الدرامي ووفقاً لشخصيتهم الحقيقية وليس شخصيتهم الدرامية؛ ما يجعل العمل مفرغاً من مضمونه؛ فالشخصية وحدها لا قيمة لها ما لم تتحرك عبر (حكاية).

الإشكالية هنا أن القنوات الفضائية تعول على قبول العمل على (النجم الجماهيري) باعتباره يسوق للعمل تجارياً, ويتناسون (الحكاية) التي تمثل العامل الأول في نجاح العمل أو فشله, بل لا أحد يقيم لها وزناً لا (فضائياً) ولا (إعلانياً) والمحصلة (افتعال) أبطال العمل للحوار وإعداد (المواقع) حسب الظروف الإنتاجية وبناء العمل بشكل يومي حسب المتوفر.

وتحتاج القنوات الفضائية التجارية والتلفزيونات الحكومية إلى لجان فنية تمرر (الحكاية) قبل (النجم) كمعيار لصلاحية العمل, وتتأكد أن العمل يتضمن قصة مشوقة قادرة بذاتها على استقطاب المشاهدين, قبل أن يستقطبهم النجم لذاته, وتحمل في جورها طاقة يعمل الكل من أجلها, ومن خلالها يوافق (النجم) و(المعلن) و(المخرج) و(الفضائية) على العمل الدرامي ويقبلونه.



Ra99ja@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد