Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/09/2009 G Issue 13496
الخميس 20 رمضان 1430   العدد  13496
رب ضارة نافعة
الخروج يجب أن يكون بداية التصحيح

 

.. كان من الطبيعي أن يخسر منتخبنا الأول فرصة مواصلة سباق التأهل إلى مونديال 2010م المقرر عقده الصيف المقبل في جنوب افريقيا.. وأن يغيب الأخضر عن الحضور في أكبر تظاهرة كروية عالمية للمرة الأولى منذ العام 1994م عندما سجل حضوره التاريخي واللافت في مونديال أمريكا.. ولعل من نافلة القول إن الخسارة والخروج المر لم يكن وليداً لهدف عبدالله عمر الذي ضرب كل الآمال السعودية التي كانت قد وصلت ذروتها قبله بدقيقة فقط.. فالفوضى الفنية التي أعقبت هدف التقدم السعودي أمس.. والتي تجلت خلال دقيقة واحدة فقط.. هي ذاتها الفوضى الذي شلت تحركات الأخضر طوال التصفيات.. ولعل الجميع يتذكر أن المنتخب كان على مرمى حجر فقط من الخروج المبكر قبل أن يفوز على إيران بهدف المدافع أسامة هوساوي وهو الهدف الذي أنعش الآمال وعزز الثقة بالمدرب الجديد (بوسيرو) حينها..

.. نعم.. (رب ضارة نافعة)..

فخروج الأخضر كان منتظرا في أي لحظة ولعل فيما قدمه خلال التصفيات ما يؤكد ذلك.. فالأخضر الذي شاهدناه هذه المرة لم يكن ذلك الحصان الجامح في تصفيات مونديالات أربعة سابقة.. ولعل في الخروج الحزين أمس ما يسهم في تصحيح جملة أخطاء ظلت تضرب في جسد المنتخب مرة تلو الأخرى حتى أثخنته بالجراح وجعلته يعجز ليس عن التأهل فقط.. بل عن الحفاظ على مرماه لدقيقة واحدة فقط!!

** خسر المنتخب ولابد ان ينصرف اتحاد الكرة الآن إلى البحث عن أسباب العجز عن التأهل إلى المونديال وليس لماذا تعادل مع البحرين فقط، لابد أن يكون العلاج شاملا وحاسما.. وناجعا يخلو من المجاملات ويبتعد عن المبررات، ويبحث بجد، ويتخذ القرارات بشجاعة.. فالأمر يتجاوز بالتأكيد مسألة انصراف مدرب واحضار مدرب جديد مكانه.. فقد تعدد المدربون في السنوات الأخيرة فمن كالديرون إلى باكيتا إلى انجوس إلى الجوهر إلى بوسيرو.. والنتاج واحد.. والخسائر متواصلة وهنا لابد من البحث عن الأسباب - وأكرر ذلك - والعمل على علاجها ومن المؤكد ان سمو الرئيس العام وسمو نائبه والمعروفان بحرصهما على المنتخب والعمل على تذليل كل الصعوبات التي تواجهه لن يعدما القدرة على ذلك.. والجميع ينتظر القرارات التصحيحية التي تعيد الأخضر بطلا لآسيا بعد ان عز عليه ذلك طوال الـ14 سنة الماضية وتعيده من جديد إلى المونديال ما بعد المقبل بعد ان غاب للمرة الأولى بعد حضور متواصل في الـ16 سنة الماضية.

** إن الفائدة الوحيدة من الخسائر هي الحصول على فرصة سانحة للتعرف على الأخطاء وأسبابها وسبل حلها، ووضع نهاية حقيقية لها..

ومن المؤكد في علم الإدارة وعلم الرياضة أيضاً ان الخسارة يجب ان تكون من أسباب استنهاض الهمم نحو انتصارات مقبلة.. وأن الذكي هو من يتعرف على أخطائه ويستطيع ان يطوعها لمصلحته في المستقبل..

** الآن أتساءل.. هل نستفيد من هذه الخسارة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد