Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/09/2009 G Issue 13496
الخميس 20 رمضان 1430   العدد  13496
هل هي.. الشراء من أجل الشراء
الانتقالات بين المكاسب والشائعات

 

من المؤكد بأن سوق الانتقالات يعد من أحد أهم الطرق التي تستطيع من خلالها الأندية أن تطور من نفسها، وذلك عن طريق التعاقد مع اللاعبين الذين يستطيعون تقديم الإضافة للفريق، كما أن سوق الانتقالات يعد الموسم الأفضل للإعلام والصحافة لإطلاق الشائعات ومحاولة الحصول على الحصريات من أجل زيادة عدد قرائها والمتابعين لها مستغلين تعطش الجماهير لمعرفة آخر أخبار فريقها ومعرفة اللاعبين القادمين والخارجين من أنديتهم، وكل هذه الأموركفيلة بجعل سوق الانتقالات أحد أكثر الأمور إثارة وتشويقاً في المنظومة الاحترافية، وعلى الرغم من الإيجابيات العديدة التي تكون في سوق الانتقالات إلا أنه ظهرت العديد من الجوانب السلبية المصاحبة للحركة النشيطة التي تعرف بها هذه الفترة، ومن أبرز هذه الجوانب السلبية ما يعرف بنظرية (الشراء من أجل الشراء) وقد بدأت هذه النظرية تظهر بشكل واضح في السنوات الأخيرة مع احتدام المنافسة وتوافر الأموال الطائلة التي تجعل الأندية تتسابق لشراء أي لاعب يطفو على الساحة بغض النظر عن أهمية التعاقد معه وعن حجم القيمة الفنية التي قد يضيفها اللاعب القادم للفريق، ويكون الهدف من شراء اللاعبين هو الارضاء المؤقت للجماهير والعيش مع أجواء صفقة جديدة قد يكون النادي في غنى عنها، إحدى صور نظرية الشراء لأجل الشراء تظهر عند رغبة ناديين في التعاقد مع لاعب في مركز معين رغم أن كلا الناديين يمتلكان أربعة أو خمسة لاعبين مميزين في ذات المركز ويدخل كلا الناديين في مزايدة لمنع اللاعب من الانتقال إلى الفريق الآخر، وعند انتهاء المعركة وظفر أحدهما بتوقيع اللاعب يرمى به في دكة البدلاء أو يتم تكديسه مع بقية اللاعبين الذين يلعبون في مركزه مما يؤدي إلى تدمير موهبة اللاعب المنتقل أو حرمان بقية زملائه من المشاركة مع الفريق، الصورة الثانية لنظرية الشراء لأجل الشراء تكون عندما يتعاقد النادي مع اسم كبير عوضاً عن التعاقد مع لاعب كبير فتجد بعض الأندية تتعاقد مع لاعب دولي سابق له اسمه الكبير في عالم كرة القدم ولكنه في أواخر عمره الكروي ولا يستطيع تقديم أي اضافة ملموسة للفريق وكل الهدف المرجو من التعاقد معه هو إضافة بعض البهرجة الاعلامية للفريق ولفت أنظار الاعلام إلى صفقات النادي، والغرض من هذه الصفقات يكون تسويقيا بحتا لأنه غالباً ما تكون هذه النوعية من اللاعبين فقيرة جداً على الصعيد الفني، هناك أمثلة كثيرة أخرى على نظرية (الشراء لأجل الشراء) كمحاولة تكديس الدكة بأكبر عدد ممكن من اللاعبين، أو تغيير المحترفين كل أربعة أشهر دون منحهم الفرصة الكافية للتأقلم وغيرها من الأمثلة التي تعد نقاطا سوداء في صفحات المنظومة الاحترافية.

من المفترض على كل ناد أن يجتمع في نهاية كل موسم مع المدرب والمدير التنفيذي للنادي أو المسؤول عن الانتقالات للتشاور حول اللاعبين الذين يرغبون في قدومهم إلى الفريق واللاعبين الذين لا يحتاجهم معه في التشكيلة، وبحث الأهداف الممكن التعاقد معها وفق امكانات الفريق، فالمدرب في النهاية هو من سيكون مسؤولاً عن اختياراته ولذلك فإنه من الإنصاف منحه السلطة الكاملة في جلب من يشاء من اللاعبين، فالأموال التي قد تستلفها بعض الأندية لشراء لاعب واحد لا يستفيد منه الفريق قد يستطيع المدرب استغلال نصفها لجلب أكثر من لاعب في مراكز مختلفة ويستطيعون تقديم اضافة حقيقية للفريق، وهنا تظهر الامكانات الحقيقية للمدرب.

بقلم المستشار القانوني
حاتم ابراهيم الشدوي


tooomy-007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد