Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/09/2009 G Issue 13496
الخميس 20 رمضان 1430   العدد  13496
بعد أن تحوَّل المستهلك إلى بائع
ارتفاع أسعار الذهب يفرغ جيوب الصاغة من السيولة

 

الجزيرة - عبد الله البراك:

اشتكى المستثمرون في محلات الذهب بالسوق المحلي من الارتفاعات المتواصلة لأسعار الذهب منذ بداية العام حتى وصلت قمتها خلال الشهرين الأخيرين وبرروا مخاوفهم بأن المستهلكين باتوا يتجهون بشكل كبير للبيع بدلاً عن الشراء في ظل هذه الارتفاعات وقال الصائغ محمد صالح إن ارتفاع الأسعار عالمياً انعكس بشكل مباشر على المستهلكين في السوق المحلي الأمر الذي أدى إلى إحجامهم عن الشراء رغم توقعاتهم بتحسن السوق وارتفاع حجم الطلب خلال الإجازة الصيفية وموسم الزواج والأعراس وما يصاحبها من عمليات شراء وعمليات تجهيز، ولكن مع هذه الأسعار اتجه المستهلكون إلى الإكسسوارات وتخفيض مشترياتهم من الذهب إما لحين هبوط أسعاره مرة أخرى أو أنها فرصة للزوج للخروج من مأزق الشراء حيث إن تكلفة جهاز العروس فيما يتعلق بالحلي كان في السابق يدور في فلك العشرين ألف ريال.. أما اليوم فأصبح سعره يتراوح ما بين (35 إلى 43) ألف ريال ومع هذا الفارق الكبير يتجه الناس إلى الإكسسوارات وتقليص مشترياتهم من الذهب قدر الإمكان ويضيف محمد صالح: البعض يعتقد أن الارتفاع يصب في مصلحة صاحب المحل الذي بدوره مطالب بأجور عمالة وإيجارات وغيرها من التكاليف ومع اتجاه الناس إلى البيع والعزوف عن الشراء يدفع هذه التكاليف من جيبه الخاص.. أما الصائغ علي عبد الله فيرى أنه مع هذه الارتفاعات فإن غالبية المستهلكين يميلون إلى البيع خصوصاً أن أسعار الذهب ارتفعت خلال هذا الأسبوع بما يقارب ال3% عالمياً وبحكم ارتباطنا المباشر بالسعر العالمي نضطر للبيع بهذه الأسعار ومع انخفاضه نقوم بالبيع بالأسعار الجديدة وهذا سبب عدم تأثرنا القوي مع هذه الارتفاعات أو الانخفاضات وقد تتخلل عمليات تذبذب الأسعار بعض الخسائر ولكن بالمجمل سيتجاوز الجميع هذه الأزمة ويقول أحد الزبائن: لم نعلم بالارتفاعات في أسعار الذهب ومع علمنا بها قررنا بيع بعض الذهب القديم لدينا ويضيف الصائغ مساعد عبد العزيز: الجميع يتمنى هبوط الأسعار فالارتفاع لا يخدم أصحاب المحلات كونه يساهم في عزوفهم من الشراء وقيامهم بالبيع وأضاف: منذ ثلاثة أشهر ونحن ننتظر انخفاض الأسعار ولكنها تستمر بالارتفاع والمشكلة لا تعود إلى العرض والطلب ولكنها تعود إلى أسعاره العالمية التي ما زالت تواصل ارتفاعها منذ بداية العام والتفسير الوحيد لهذه الارتفاعات هو ضعف سعر الدولار أمام الذهب وقد يكون هناك ارتفاع بالطلب عليه عالمياً ولكن حسب ما نشاهده بالسوق فلا نجد إلا ارتفاعاً في الأسعار بالرغم من ضعف الطلب.

وبرر أكاديمي (رفض ذكر اسمه) الارتفاع الحاصل في أسعار الذهب أنه يعود إلى كونه الملاذ الآمن للاستثمار خصوصاً مع الأزمة العالمية وارتفاع المخاطر في أسواق الأسهم والسندات وارتفاع الطلب عليه عالمياً وتوقع أن يعود الذهب إلى مستويات مقبولة مع أي إشارة انتعاش حقيقية للاقتصاد العالمي.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد