Al Jazirah NewsPaper Tuesday  08/09/2009 G Issue 13494
الثلاثاء 18 رمضان 1430   العدد  13494

هل يرى (يوتيوب) الهلال النورَ يوماً؟!
محمد السالم

 

ما من شك بأن عصر الثورة الإلكترونية الذي نعيشه بات يحتم علينا مسايرة كل جديد بما يتفق ومتطلبات حياتنا اليومية كافة بكل يسر وسهولة فتكاد تكون هي لغة العصر الحديث، ويوما بعد آخر تتجلى بوضوح مقولة بأن الأمية ليست هي عدم معرفة القراءة والكتابة إنما الأمية هي عدم معرفة التعامل مع الحاسوب والتقنية الحديثة وتطبيقاتها، من هذا المنطلق نجد بأن وسائل الاتصال الحديثة والإعلام الرقمي والصحافة الإلكترونية أصبحت لها بصمة واضحة من جهة عدد الذين يتعرضون لها ويتأثرون بمحتواها تأثيرا واضحا وباتت الأخبار والوقائع التي تحدث في أي مكان بالعالم يجدها المتلقي خلال دقائق في تلكم الوسائل بالتفاصيل وربما بالصوت والصورة ولم تعد أيضا عملية الاتصال صعبة في قضية قياس رجع الصدى أو التغذية الراجعة كما هو الحال في الوسائل التقليدية فالآن أصبحت العملية تفاعلية حيث تستطيع معرفة ردة فعل الجمهور على أي خبر أو طرح معين خلال دقائق مما يعطي بُعدا آخر لاستكشاف مؤشر الوعي لدى الجمهور ومدى قدرته على التفاعل مع الأحداث لحظة بلحظة وكيفية التعاطي معها.

وتأتي وسيلة ال(يوتيوب) youtube من الوسائل الحديثة التي فرضت حضورها الطاغي كوسيلة إعلامية قادرة على استقطاب مئات الآلاف من المشاهدين في العالم باختلاف مشاربهم واهتماماتهم وتنوع منطلقاتهم وتوجهاتهم وإيديولوجياتهم، لذلك أصبح موقع اليوتيوب أحد الخيارات المتاحة لدى صناع القرار والسياسيين والأطباء ورجال المال والأعمال لأجل تسويق أطروحاتهم مما سيعيد أو ربما أعاد فعلا صياغة بعض النظريات المتعلقة بتأثير وسائل الإعلام على جمهور المتلقين، خذوا مثلا الرئيس الأمريكي باراك أوباما.. كان من ضمن ما ارتكز عليه في التواصل مع ناخبيه خلال حملته الانتخابية منذ بدايتها وحتى نهايتها موقع اليوتيوب ولقي نجاحا كبيرا كما نعلم جميعا بالنظر إلى الأعداد المهولة الذين شاهدوا برامجه الدعائية الانتخابية عبر اليوتيوب، أيضا أستاذة الفلسفة السياسية في جامعة الكويت والنائبة في مجلس الأمة الكويتي الدكتورة أسيل عبدالرحمن العوضي عندما قررت خوض انتخابات مجلس الأمة قبل عدة أشهر لم تصرّح لصحيفة ولم تخرج على شاشة إحدى الفضائيات أو تتحدث عبر أثير الإذاعة بل اختارت وسيلة اليوتيوب لتعلن من خلاله عزمها على الترشح، وأخيرا خبر بحجم محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها صاحب السمو الملكي مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز سلمه لله في مساء السادس من رمضان الحالي، ففي ذلك المساء من لم يستطع متابعة الخبر على جهاز التلفزيون مباشرة اتجه فورا لليوتيوب ليجد مادة الخبر كاملة تمت إضافتها بعد مدة زمنية قصيرة جدا من بث الخبر عبر الفضائيات وكانت التعليقات التي تدين هذا الحادث الآثم وتتبادل التهاني بنجاة الأمير عنصرا مهما تميز به بلا شك موقع اليوتيوب.

إذن أصبح من الضروري أن تتبنى الأندية الرياضية ذات الجماهيرية الطاغية هذه الوسيلة لعرض منجزاتها وتاريخها ولا شك بأن الهلال زعيم الكرة الآسيوية في طليعة من يتكئ على تاريخ حافل بالبطولات والمنجزات ليس في كرة القدم فحسب وليس في الجانب الرياضي فحسب بل في جميع ما تعنيه عبارة (رياضي، ثقافي، اجتماعي) وبالتالي لا خوف من شح المواد المعروضة أو قلة من يتفاعل من الجمهور الهلالي والذي يجعلني أجزم بذلك هو حجم العمل الذي أشاهده من الهلاليين والهلاليات في موقع اليوتيوب سواء بعرض لقطات من البطولات القديمة والحديثة أو مهارات وأهداف نجوم الفريق السابقين والحاليين بالإضافة إلى المتابعة المباشرة والرصد المتميز لكافة المستجدات على الساحة الهلالية والرياضية عموما، أقول إن جهودا كهذه تستحق الوقوف لها احتراما وتقديرا لأن دافعها هو الحب للكيان الهلالي وليس دوافع أخرى ثم إنها جميعا اجتهادات فردية بسيطة ولكنها باحترافية الكبار، ألا يستحق هؤلاء الهلاليون والهلاليات أن يكون لهم موقع خاص تحت مظلة النادي يسمى (يوتيوب الهلال) يتم فيه توفير كافة التجهيزات على مستوى عالٍ وتكوين فريق للدعم الفني لتذليل كافة الصعوبات الإلكترونية والتأكد من نقاوة الصورة ووضوح الصوت بحيث يصبح هذا الموقع من الهلاليين وإليهم لأنني متأكد تماما بأن صداه ومستوى أدائه أفضل بمراحل من القناة البائسة التعيسة art الزعيم، وأتأمل خيرا في إدارة النادي وأعضاء الشرف لتحقيق هذا المشروع الذي بات مطلبا ملحّا لكافة عشاق الأزرق السعودي من المحيط إلى الخليج ودمتم سالمين.

إمضاء

أبي ذلٍ يغطي الأرض لك يا رب يا وهاب

وأبي أحيا جبيني فوق ما تملكني رغباتي

من الدنيا أنا مابي سوى عفو العلي التواب

ويحسن خاتمة فعلي ويغفر لي ضلالاتي

أبملا عمري بالتوبة بنوح وهود والأحزاب

متى كانت سنيني عمر أنا عمري في ركعاتي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد