«الجزيرة» - عبد الرحمن المصيبيح :
قامت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مؤخراً بتنفيذ محطة للمعالجة الحيوية في بطن وادي حنيفة شمال ميدان الجزائر بمحاذاة طريق الملك فهد قبل التقائه بالطريق الدائري الجنوبي، تصب فيها جميع مصادر المياه السطحية الواردة من المدينة. وسيؤدي هذا النظام إلى معالجة المياه والتخلص من الملوثات بشكل يضمن استخدام المياه بشكل آمن في العديد من الأغراض الزراعية والصناعية. كما أنه قد تم اختياره لمناسبته للبيئة الطبيعية للوادي ولانخفاض تكاليفه. والمحطة عبارة عن تكوين إنشائي من الخرسانة المسلحة المتصلة بقناة المياه الدائمة، وتشتمل على قناة وسطية تغذي ثلاث مجموعات متتالية من الخلايا الحيوية (نظام أحواض) مسورة بجدار خارجي لحمايتها من أخطار السيول وتدخل المياه إليها عبر بوابة منزلقة على مدخل المحطة عند التقائها بالقناة تُغلق عند الفيضانات من جراء مياه السيول. وتشتمل كل مجموعة من الخلايا على قناة وسطية تحتوي على نظام للتهوية حيث يتم ضخ الهواء لزيادة نسبة الأكسجين في الماء لضمان بقاء الأحياء الدقيقة، وبعد ذلك تتوزع المياه من القناة عبر هدارات على عدد 134 خلية بمقاسات متساوية، حيث يبلغ عرض كل خليه 8 أمتار وطولها 32 متراً وعمقها 2 متر وتتكون كل خلية من ثلاثة أجزاء رئيسية يقع الجزء الأول في النصف الأول من الخلية وهو على شكل بركة من المياه بعمق 1.5 متر يحتوي على أهداب بلاستيكية لزيادة مساحة الأسطح المتاحة للكائنات الحية الدقيقة للالتصاق بها، أما الجزء الثاني فيقع في النصف الثاني من الخلية وهو مغطى بمجموعة من الأحجار بأحجام مختلفة حيث تتدفق المياه من خلال هذه الأحجار وذلك لإيجاد بيئة لا هوائية من الأحياء الدقيقة للتخلص من بعض المواد العضوية، أما الجزء الثالث فهو سطح الخلية حيث يشتمل على ثلاث جزر نباتية ليُكوّن بيئة مناسبة للطيور للتغذي على الأسماك والطحالب والكائنات الحية، بعد ذلك تصب المياه من الخلايا عبر هدارات إلى القنوات النهائية، كما يضم نظام المعالجة الحيوية أسماكا ستتم إضافتها إلى أحواض الخلايا وفي القنوات النهائية وذلك لإكمال السلسلة الهرمية الغذائية، كما تحتوي المحطة على نافورة بارتفاع 30 متراً لتحريك المياه وبالتالي زيادة نسبة الأوكسجين فيها.