Al Jazirah NewsPaper Tuesday  08/09/2009 G Issue 13494
الثلاثاء 18 رمضان 1430   العدد  13494
جنود إبليس
سلمان بن محمد العمري

 

نشكر الله سبحانه وتعالى ونحمده على ما أنعم به علينا وعلى بلادنا بأن رد كيد المجرمين العابثين في نحورهم، وسلم ونجى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز - مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية،..

من العمل الإجرامي الآثم، فلقد حفظ الله سموه من الأذى، ومزق الله المعتدي أشلاء، ورد الله كيد المجرمين في نحورهم، فخاب مسعاهم.

لقد أراد المجرمون بهذا العمل الإجرامي أن يقضوا على الخير المتمثل في شخص الأمير محمد بن نايف، وقد رأى أهل الشر المواقف الإنسانية والإيجابية لسموه مع من عادوا لجادة الحق، فجن جنون جنود إبليس، وهم يرون أتباعهم المغرر بهم بين طريقين، الهلاك أو السلامة، والعودة إلى جادة الحق، وهذا الأمر الأخير هو ما يقلق أصحاب الجحور والأفكار المظلمة، فهم يريدون لمسيرة الشر أن تدوم بالقتل والتفجير، والاغتيال والتدمير.

إن من المسلم به أن كل جريمة تقع على أرض الواقع هي نتيجة لخطأ في حسابات عقل مرتكبها وقدرته على وزن الأمور والإرهاب بكل صوره وأشكاله جريمة اقترفتها أيدي أفراد أو مجموعات زين لها الشيطان سوء عملها، وشجع النفوس الامارة بالسوء للإقدام عليها، فاستباحت هذه الأيدي الاثمة دماء المسلمين الابرياء في بلاد الحرمين الشريفين وروعت الآمنين في مهد الإسلام، وخلفت وراءها دماراً والاماً لا تتعاطف معها نفس سوية أو قلب سليم، وأعطت أعداء الإسلام فرصة اتهامه بكل نقيصة وتصويره كدين دموي منفر.

وما يضاعف من خطورة هذه الأعمال الآثمة أن مرتكبيها يظنون أنهم يحسنون صنعاً وأن عملهم هذا يتوهمون أنه جهاد لنصرة الإسلام، ويروجون لذلك انقياداً أعمى وانبهاراً أصم لأفكار زرعت في عقولهم الفارغة من قبل أشخاص أو تنظيمات هي أبعد ما تكون عن الإسلام الصحيح، ولها مصالح وأهداف لم تعد خافية على أحد، وهذا الترويج وما يحظى به من اهتمام إعلامي وتعاطف بعض الحاقدين على الإسلام والحاسدين لبلادنا المباركة يؤكد ذلك.

وفي الآونة الأخيرة، وفي ظل ما اقترفته أيدي الفئة الضالة ممن انحرفوا عن منهج الإسلام، وصراطه المستقيم من عمل إرهابي مشين، فمن الطبيعي أن يتضاعف إحساسنا جميعاً بنعمة الأمن التي ننعم بها، وتستوجب منا جميعاً أن نتوجه بالشكر إلى الله جل وعلا، ثم إلى ولاة الأمر - حفظهم الله - الذين حكموا شرعه في جميع أمور الحياة، فأمن الناس، مواطنين ومقيمين على أرواحهم، وأعراضهم، وأموالهم، وممتلكاتهم.

وشكر نعمة الأمن - في مثل هذه الظروف - وفي مواجهة هذه الفئة الضالة التي أزهقت أرواح الأبرياء، وأهدرت الدماء المعصومة، وعاثت في الأرض فساداً وإفساداً، يتجاوز حدود الكلام إلى ضرورة الفعل، بعيداً عن النظرة القاصرة التي تحصر مسؤولية الأمن في رجال الشرطة فقط، أو الأجهزة الأمنية، فبالشكر تدوم النعم وتربو.

وشكر نعمة الأمن التي ننعم بها جميعاً مسؤوليتنا جميعاً، وليست مسؤولية رجال الأمن فقط، ففي ظلها أمنا جميعاً، واستفدنا جميعاً من مخرجات الخطط التنموية في بلادنا طوال العقود الماضية، وإذا كان رجال الأمن يتحملون العبء الأكبر في صيانة هذه النعمة، ويسهرون على حمايتها وشكرها، والناس نيام، فإن الظروف الحالية تتطلب منا جميعاً أن نكون رجال أمن، كل في حدود طاقته، فالمفكر والمثقف مسؤول عن حماية الأمن الفكري من أي انحراف يصب في خانة التطرف والغلو، والعلماء مسؤولون عن تصحيح المفاهيم الخاطئة المخالفة لمبادئ وأصول العقيدة الناتجة عن إساءة الفهم أو التفسير أو التأويل المبني على الجهل أو الهوى، والخطباء والدعاة مطالبون بالتعريف بخطورة اختلال الأمن، وما يترتب على ذلك من آثار تضر بمصالح الأمة، وتسيء إلى الإسلام، والمعلمون والإعلاميون وكل فئات المجتمع كل في حدود قدرته واختصاصه.



alomari1420@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد