محمد بن نايف بن عبدالعزيز - بلا ألقاب -.. بالله عليك ما هذا النور الذي تحمله؟! وما هذا الخلق الذي تتعامل به؟! وما هذا الحب الذي يسكن جوانحك؟! وما هذا الوفاء الذي يغمر قلبك؟! وما هذا الصدق الذي تأصل في أعماق فؤادك؟! وما هذه الروح الوثابة لكل خير؟!
بالله عليك يا سيدي.. قد أبهرت أبناء شعبك الوفي بروعة تعاملك وكمال أخلاقك وسمو طبعك وكرم محتدك وعلو شأنك.
قد كانت تلك المكالمة التي أجريتها مع - المنتحر - وسام شرف ليس لذاتك الكريمة فقط بل لكل الوطن: قيادةً وشعباً.
بالله عليك - يا سيدي - ماذا أبقيت من حسن التعامل؟! وماذا تركت من كمال الأخلاق؟!
تسأله عن دقائق أحواله وصغائر أموره ولم تكتف بذلك بل كنت تسأله عن أسرته وأحوالها، ووالله لقد تجاوزت المدى حينما كنت تحاول ألا يعلم والداه بخبر يزعجهما.. وألا يصابا بحزن يدمي فؤادهما!!
ولكن من الذي غدر؟ من الذي فجر؟ من الذي كذب؟ من الذي خان العهد والميثاق؟ إنه الشر أجلب بخيله ورجله وتفجيره يعاونه الشيطان وأعوانه جاءوا بغدرهم وبغضهم وحقدهم جاءوا للخير والحب يريدون القضاء على الفضيلة يريدون النيل من معاني الوفاء يريدون التعرض للصدق متمثلاً بسمو الأمير محمد بن نايف، يبغون الفتنة والبغضاء.
ولكن ربك بلطفه وتقديره ورحمته هزم ذلك الحقد الأسود (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)؛ فولى الشيطان هارباً واندحر الشر وانخنق الباطل، وانتصرت الفضيلة وعلا صوت الحق واستبشر أبناء هذا الوطن الغالي بل كل محبيه في شتى بقاع الأرض.
فحمداً لك يا الله على رحمتك الواسعة وشكراً لك يا رب على حفظك لأميرنا المحبوب، وحفظك لكل مرافقيه.
وجاء الحب العفوي والإخلاص الصادق لهذه الوطن وقادته مهنئاً ومباركاً سلامة الوطن بشخص أميرنا المخلص وكان في طليعة المهنئين الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وتوالت ردود الفعل المهنئة من جهة والشاجبة لذلك الفعل الشنيع من جهة أخرى من داخل المملكة وخارجها.. كلهم بصوت المحب يرفع يد الضراعة للمولى الكريم بالشكر والحمد والثناء على سلامة أميرنا الغالي.
ألا ما أعظم فخرنا بك يا سمو الأمير!!
وما أكبر فرح الأمة بسلامتك!!
وما أروع ذلك التلاحم الذي كان بعد حصول ذلك الاعتداء الآثم!!
وما أصدق تلك المشاعر التي قوبل بها سمو الأمير!!
وهنيئاً لك ذلك الحب من جميع أبناء هذا الشعب الوفي!!
حب مخلص على سجيته!!
وتعلق صادق ما أجمله !!
ولو رأيت أبناء هذا الشعب وقد تسمروا أمام شاشات التلفاز وهم يسمعون تلك المكالمة التي أجراها الأمير محمد مع ذلك المنتحر.. وقد خرجوا بانطباع واحد عبروا عنه بلسان الصدق والمروءة:
اندهشوا من روح الأبوة الحاني الذي تحدث به سمو الأمير مع المنتحر، وتذليله لكل الصعاب التي من الممكن أن تقف حائلاً دون عودته للوطن الحبيب وسؤاله عن أبناء أسرته، وخصوصاً والديه، وكان يأمل ألا يسمعا بخبر يزعجهما أو يقض مضجعهما، ولا يمكن أن ينسوا تلك النبرة - أقصد نبرة الصوت - الكريمة الحانية من سمو الأمير تجاه ذلك المنتحر والشفقة الواضحة من سموه لكل ما يتعلق بأمره وإصلاح شؤونه وترتيب أحواله، ولا يمكن أن ينسوا تلك الثقة الكريمة من رجل كريم لذلك المنتحر كان يتحدث معه وكله ثقة وأمل أن يعود لوطنه وأهله وأسرته ولم يخطر ببال سموه أنه قد باع نفسه للشيطان وأعوانه.
حب وخير وبر وثقة وشفقة رفع لواءها الأمير المحبوب ولكنها قوبلت بحقد وشر وإثم وغل من فئة باغية ممسوخة باعت نفسها للحاقدين الذين يتربصون بوطن القداسات والحرمات الدوائر (عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ).
أيها الوطن الغالي.. حمداً لله على سلامتك بشخص سمو الأمير محمد..
أيها الوطن الحبيب ما أروعك وأنت تسطر بمداد من ذهب أعظم صور الحب والخير والبر.. أيها الوطن الأثير وقاك ربي شر النوائب والحاقدين.. أيها الوطن العزيز.. أبقاك ربي خالداً على مدى الدهر شامخاً عزيزاً تهفو إليك أفئدة الملايين من أبناء العالم الإسلامي للحج ويستقبلك المسلمون عند توجههم إلى رب العالمين في كل صلاة وعبادة.
سمو الأمير محمد.. رعاك الله ووفقك وأعانك وسدد خطاك.
وتهنئة خاصة لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووالدة الأمير محمد وأشقاء الأمير وشقيقاته والتهنئة عامة لكل أبناء هذا الشعب الكريم حفظهم ربي ووقاهم كل شر.. وحمداً لله على سلامتك يا وطن.
(*)وكيل كلية اللغة العربية - جامعة الإمام محمد بن سعود