Al Jazirah NewsPaper Monday  07/09/2009 G Issue 13493
الأثنين 17 رمضان 1430   العدد  13493
من القلب
متى يفيق هؤلاء؟!! والنية مطية!!
صالح رضا

 

هناك من يدعو ألا يكون للمرء أي عاطفة تجاه أي وضع لا يمس شخصه ومصالحه المباشرة.. بل ويطالبون ألا يكون لديه انفعال تجاه أي حدث بعيدا عن شخصه.. بينما الذي أعرفه وأعلمه أن الحياة ذات القيمة العليا والقيم المثلى هي التي نحياها من اجل الآخرين.. فشأن الحياة أن تسير قدما.. تحمل كل المعاني الشريفة والخيرية لبني الإنسان.

** والحقيقة إنني حاولت تجاوز موضوع المحاولة اللئيمة والفاشلة والدنيئة لاغتيال الأمير محمد بن نايف.. بحكم ارتباطي بالصفحات الرياضية بالجريدة الأوسع انتشارا (الجزيرة).. ولكنني لم أستطع تجاوز الحدث الأهم الذي بقي يلح إلحاحا شديدا في ذهني ووجداني رغم أنه يتعلق بالشباب.. والشباب والرياضة صنوان يلتقيان دوما.. هذا عدا عن الألم الذي غشي قلبي بالحادثة القميئة.. ولكن تمخض من رحم الألم - ولله الحمد - غبطة الحاضر بسلامة الأمير الشاب محمد بن نايف.

** وبعيدا عن فاجعة المحاولة اللئيمة لاغتيال سمو الأمير محمد بن نايف ? حفظه الله ? داهمني شعور مرير وقاتل.. أشعر بمرارته وإحباطه يزدادان يوما بعد الآخر على بعض شباب وطني وهم يستغلون من أعداء الله ثم الوطن أسوأ استغلال.. حيث يستغل الأعداء غباءهم وسذاجتهم.. ويحتقرون كينيتهم وضعفهم.. ويستخفون بعقولهم وعقلياتهم.. فيغسلوها بمياه آسنة مفعمة بالحقد والدناءة والرذيلة لكي يهدروا حياتهم ببساطة وبغباء لا يحسدون عليه.. كما يحصدون نفوس الآخرين ظلما وعبثا..

** هؤلاء الشباب ومن ضمنهم عبدالله حسن عسيري الذي أهدر حياته بأبشع طريقة يمكن للمرء أن يموت بها في سبيل إلحاق الأذى والموت برجل مسئول في وطنه ومن ملته ومن دينه.. نعم كان الأمير رجلا شهما وكريما في معاملته معه ومع غيره من شباب الوطن.. ومع ذلك لم ترمش للباغي جفن عين..

** هذا الأمر يجب التوقف عنده طويلا.. وطويلا جدا حتى نعرف حجم الإجرام الذي يحرك هؤلاء الشباب بدناءة واستغلالية لغبائهم وسذاجتهم.. وتوهانهم في مستنقعات الاستعباد والاستغلال والاستذلال من قبل زمر أجنبية لا تريد لوطننا خيرا على الإطلاق ..

** شبابنا السعودي من المضللين والضالين والمأفونين بالضلال والتضليل عندما كانوا يذهبون للعراق .. كانوا وحدهم من يرمون في الجحيم دون سواهم .. نعم كان الشباب السعوديون فقط هم من يرمون لمتون لجحيم ونيرانها المستعرة.. حيث تنتظرهم عصابات على الحدود.. تأخذ أموالهم وجوازاتهم وجوالاتهم ثم يضعونهم في غرف كالسجناء وتحت حراسة مشددة.. ومعاملة مهينة.. ومع ذلك.. فهؤلاء الشباب المغرر بهم في العراق.. كانوا يفجرون أنفسهم رخيصة ذليلة خاسئة ضعيفة.. بلا حول لها ولا قوة.. بل بهوان وذلة.

** تلك العصابات في العراق كانوا يسلسلون السعوديين في السيارات التي يراد تفجيرها.. ويأمرونهم بقيادتها حتى إذا ما وصلوا للنقطة المحدد تفجيرها.. عندها فقط يرسلون الإشارة إلى الصاعق فتتفجر السيارة ويتفجر هذا الشاب المستغل من قبل عصابات الحرب في العراق في أبشع وأحقر موتة.

** نشرت المحطات الفضائية سابقا.. مقطعا لمساعدي الزرقاوي وهم يقرءون وصية شاب سعودي من المغلوبين على أمرهم.. وإذا بمساعدي الزرقاوي يضحكون على وصية شاب سعودي أرسلوه ليفجر نفسه.. حيث يقول ذلك الشاب في وصيته: (إني مشتاق كثيرا للحور العين).. فترتفع ضحكاتهم على الوصي والوصية.

** أبعد غباء هؤلاء الشباب غباء؟!!.. يسافر الواحد فيهم إلى بلد آخر.. ويفخخ نفسه ويفجرها في عدد من أهل تلك البلاد الآمنين ويستبيح دماءهم ومنشآاتهم التي تعبوا في بنائها ثم يريد هؤلاء الانتحاريون مكافأة الحور العين أيضا؟!!

** من قال لهؤلاء الأغبياء أن من يفجر نفسه في جموع الناس وفي المنشآت أو حتى في أهل الكتاب من المستأمنين ثم يقال لهم أن حور العين بانتظاركم على أحر من الجمر؟!!.. رغم ان الأمر برمته مخالف لدين الله وللفطرة التي فطر الله بها خلقه.. حتى حيوانات الغاب لا يمكن أن تفجر نفسها لو حصل لها القدرة على ذلك.. لأن ذلك على عكس الفطرة التي فطر الله بها على مخلوقاته...

** هناك من يتهم المناهج التعليمية.. ومن خبرة طويلة في التعليم أؤكد أن المناهج ليس لها دخل في تأصيل الفكر الضال في نفوس هؤلاء الشباب الأغبياء..ولكن هناك في التعليم من أعداء الوطن رغم الهوية الوطنية الرسمية قلة لايمكن إنكار وجودها.. وليس من المصلحة والوطنية إنكار وجودها ودورها.

** وبالعودة لبدء.. فمن قدر له الاستماع للمكالمة الهاتفية بين الأمير محمد بن نايف وبين الانتحاري.. سيجد هنا فرقا رهيبا بين المروءة والدناءة.. وبين الفزعة والخيانة.. وبين الذكاء الفطري والغباء المركب.. وبين الخير في أسمى صوره والشر في أبشع حالاته.

** أما المحصلة النهائية للجريمة.. فيجب ان تناقش بعد رفع آيات الحمد والشكر لله الذي أنقذ الأمير الإنسان من لؤم الإرهابي الوضيع.. هذه فيها عبر.. وفيها دروس.. وفيها رسائل..

** وانظروا أيضا.. كيف أن الله العلي القدير قد أعطى كلا من الأمير محمد بن نايف والإرهابي عبدالله عسيري على قدر نيته.. فالأمير الشهم يريد له الخير كل الخير.. فقد كان يخاطبه بمروءة وكأنه من أقرانه وخاصته وأصدقائه.. وكان يتمنى له ولزملائه وقبل ذلك للعائلة السعودية عودتهم إلى بلدهم آمنين غانمين.. بينما عبدالله عسيري كانت نواياه هي خليط من الغدر والخسة والخيانة .. فنجّى الله الأمير محمد بن نايف بأعجوبة إلهية.. وتفجر الإرهابي في أبشع صورة للموت.. والسؤال.. أين كانت رحمة الله ولطفه تعالى مع من فيهما؟!! مع محمد بن نايف.. أم مع الانتحاري عبدالله عسيري.. فكل جزاه الله على قدر نواياه.. والخير دوما ما ينتصر.. فإذا للشر جولة فإن للخير ألف جولة.. واعتبروا يا أولي الألباب.. وسلموا تسلموا.. ولا تبقون في أيدي المجرمين الذين يحقدون عليكم وعلى وطنكم.. فأنتم محسودون على بلادكم ووحدتها وولاة أمرها..

** وأخيرا تمنيت ان أعرف ما هو شعور أعداء الله ثم الوطن في (القاعدة) عندما فرحوا وأفرحوا لحظة الانفجار.. ثم تفاجأوا بعد أقل من ساعة بأن الأمير يرفل في ثياب العافية والمروءة والشيم الإسلامية السمحة وهو بكامل عافيته.. فهذه وربي ضربة من الله تعالى لأقوام الحقد والخسة والنجاسة والرذيلة ما بعدها ضربة.. فقد رمى الله قبل أن ترمي يا محمد بن نايف.. والحمد لله رب العالمين.

نبضتان!!

* لقد فرط منتخبنا في فوز سهل على شقيقه البحريني.. فقد كان الأفضل في كل الخطوط.. ونأمل تأكيد أفضليته في لقاء بعد غد الأربعاء في الرياض.. وبالله التوفيق والسداد.

* بعد سماعي للمكالمة التي دبرت للسيد طلعت لامي.. تأكدت أن الفجوة الحضارية كبيرة بين بيئة نادي الاتحاد وبيئة النادي الأهلي.. فمثل هذه الأمور لا يمكن أن تحدث أو تحصل في النادي الأهلي على الإطلاق.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد