لم يكن يوم الخميس السادس من شهر رمضان المبارك لعام ألف وأربعمائة وثلاثين من الهجرة يوماً عادياً في حياتنا نحن السعوديين الذين رضينا بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، وبايعنا ولاة أمورنا في هذه البلاد المباركة، بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وفي العسر واليسر، وفي السراء والضراء.
هذا اليوم الذي تجلت فيه يد الغدر الخائنة المجرمة التي استهدفت رمزاً من رموز الأمن والوطن والدولة، مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، حفيد المؤسس -طيب الله ثراه- مستغلة طيبة قيادة هذا الوطن وحرصهم على مصالح شعبهم ونبل أخلاقهم، تلك اليد الخارجية الخبيثة التي لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً، اليد الآثمة الغادرة التي خططت لتنفيذ هذا العمل الإجرامي في شهر عظيم شهر رمضان الذي تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين، فليس تبالي تلك اليد الآثمة بشرف الزمان ولم تبال بالأمير الإنسان الشهم محمد بن نايف الذي عاملهم بالحسنى ولجان المناصحة وإعادة التأهيل وبرامج الرعاية ودعمهم مادياً ومعنوياً. ومع ذلك كله قابلوا الإحسان بالإساءة كما في صنيع ذلك المجرم المنتحر الذي فتح الأمير له باب بيته ومكتبه ولم يأمر بتفتيشه ترغيباً له في الرجوع والتوبة وتأليفاً لقلبه ومع ذلك فعل فعلته الآثمة لأنه من قوم مجرمين تأصل في نفوسهم الشر وتغلغلت في عروقهم أساليب الغدر والخيانة وصدق فيهم قول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ).
إن الباطل والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله - بإذن الله-، فاستهداف مسؤول مثل (محمد بن نايف) استهداف لنا كمواطنين؛ لأن هذا الرجل وأمثاله هم الذين يسهرون على راحتنا وأمننا، يسهرون ونحن ننام، يكابدون المشكلات اليومية ويسعون جاهدين لحلها ليرتاح المواطن، فكلنا (محمد بن نايف)، إن استهداف (محمد بن نايف) هو استهداف للشهامة والكرامة والرجولة، استهداف للأخلاق والسمو، استهداف للأمن كله وأي استهداف، رجل قدم الكثير والكثير رجل لا يحب الظهور ولا التصريحات يعمل بصمت شعاره أعمالنا تتحدث عنا، فقاتل الله الباطل وأهله، نحن نستنكر أي استهداف لأي كائن من كان فكيف إذا كان المستهدف أحد أبناء هذا الوطن المخلصين، (نقول لمحمد بن نايف): هنيئاً لك هذا الوسام ولا يروعك أبداً ما حصل فنحن وإياك فداء للدين والوطن.
* إمارة منطقة القصيم