Al Jazirah NewsPaper Monday  07/09/2009 G Issue 13493
الأثنين 17 رمضان 1430   العدد  13493
(الحق الخاص).. في مكالمة الأمير محمد بن نايف
تركي بن ناصر الموح

 

خصَّص معظم خطباء الجمعة بمساجد الرياض وجدة يوم الجمعة - وهي أول جمعة بعد محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف - حيث استنكروا هذا العمل الإجرامي البشع، الذي اتصف بالبشاعة، وقارنوا بين خوارج الأمس الذين كانوا يقرأون القرآن ويصلّون، وفي الوقت نفسه خرجوا عن صحيح الإسلام وقتلوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين خوارج هذا الزمان الذين وضعوا أنفسهم في خدمة أعداء هذا الدين وشوّهوا صورة الإسلام، ودعموا الحملات المغرضة ضد ديننا الحنيف والتي تصفه بالإرهاب.

إن حالات الانتكاس التي حدثت لبعض من استفاد من طرق المعالجة الفكرية التي تم استحداثها مع بداية الحرب على الإرهاب كانت محاولة من القاعدة للنيل من هذه البرامج التي أثبتت نجاح التجربة السعودية في محاربة الإرهاب. وبرامج مثل المناصحة والرعاية، تمكّنت من إصلاح أفكار معظم عناصر (القاعدة)، وبلغة الأرقام قامت هذه البرامج بتغيير أفكار 80% ممن تمت مناصحتهم داخل السجون السعودية و10% ممن يبدون قناعة بخطأ ما كانوا عليه، يعودون لتنظيم (القاعدة) من جديد. وعقدت لجان المناصحه أكثر من 5000 جلسة، لما يقارب 3200 شخص اشتبه في اعتناقهم الفكر (التكفيري)، وتم الإفراج عن 1500 شخص ممن تمت مناصحتهم وثبت لدى اللجنة عودتهم عن الأفكار التي اعتقلوا بسببها - ولله الحمد.

والمكالمة الهاتفية التي جرت بين الأمير محمد بن نايف والشخص الإرهابي المنتحر، لم تكن المرة الأولى التي يعبر فيها سموه عن التوجه الإنساني والإيماني الذي كان يبعث الطمأنينة والأمان لمن أراد تسليم نفسه والعودة إلى الطريق الصحيح. والملاحظ أن سموه تحدث عن (الحق الخاص)، وأشار إلى أن القانون هو الشريعة والقرآن الكريم، مما يعطي انطباعاً للمتلقي بأن الحق العام سيسقط شريطة عودة الضال إلى ذويه وأهله لكي ينخرط في المجتمع ويصبح شخصاً سوياً. وهذا الأسلوب التربوي الحنون مع الإرهابيين يعتبر أكثر خطورة من صلبهم لأن حسهم المستفز والعدائي، يريد خلق أبطال وهميين بطريقة الانتحار، وبالتالي فإن التعامل بمنطق المواطن المسئول يعني إضاعة الفرصة على القاعدة أن تربح الحرب - ولن تربح.

والله الموفق،،




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد