قال تعالى (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) ..
نحمد الله تعالى على سلامة سمو الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية من الاعتداء الغادر على سموه في شهر رمضان المبارك، ولقد قيل قديماً الضربة التي لا تكسر الظهر تقويه، وسموه يخرج من هذه المحنة أقوى من ذي قبل .. فهو قوي بربه أولاً ثم قوي بسلامة نهجه، ثم إنّ ما يقوم به من خدمات جليلة لأمن الوطن والمواطن أيضاً تقيه وتحميه من الشرور .. فصنائع المعروف تقي مصارع السوء.
إنّ المتابع الدقيق لمكالمة سموه مع ذلك المارق الذي قال للأمير (متفائلين أن رمضان هذا بيكون نقله)، فردّ عليه الأمير بمنتهى اللطافة والأدب والثقه (بحول الله) أي نعم بحول الله (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى)، إنّ الأبطال على مر التاريخ هم من يتعرّضون لمحاولات الاغتيال، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة وعمر وعلي، وفي عصرنا الحديث الملك فيصل بن عبد العزيز.
ليس جديداً أن يتعرّض الممسك لملف مكافحة الإرهاب للاغتيال، فهي ليست المرة الأولى وقد لا تكون الأخيرة .. كلنا مستهدفون. المجتمع المدني كله مستهدف من قِبل الفئة المارقة التي لا ترعى في الله إلاً ولاذمة. هؤلاء باعوا أنفسهم للمخابرات الأجنبية فهم خونة وليسوا فئة ضالة تضل الطريق ثم تعود إلى الحق.
إن الخلفية المنهجية للقاعدة كما يصورونه، هم هي الخلفية السلفية (وهي براء منهم) فما موقف السلفية من عقائد الصفويين وأخلاقهم؟
أين القاعدة من إيران؟ إنّ الاختراق الإيراني نراه ونلمسه في مؤسسات إعلامية ضخمة ومنظمات ودول أتساءل وغيري كذلك .. أين القاعدة من إيران سواء من ناحية التفجيرات أو من ناحية الخطاب الإعلامي!!
أين الظواهري؟ .. كبار ناشطي القاعدة لجؤوا إلى إيران بعد سقوط طالبان، وليس سراً إن إيران تتبناهم لإسقاط ما يسمّى بالأنظمة العربية تمهيداً للحكم الذي يقوم على أركان الشريعة التي غيبّها هؤلاء الحكام، وترى إيران ضرورة صناعة الفوضى في هذه الدول من أجل تغيير التركيبة السياسية الحاكمة، ومن أدوات تلك الحرب المخابراتية القذرة هؤلاء الخونة الذين باعوا شرف الانتماء والعروبة والدين فهل من الأخلاق اليعربية الحقة .. الغدر؟
لقد تعامل سمو الأمير محمد مع الأحداث بسياسة مرنة فيها من الشهامة والكرم والغيرة الشيء الكثير، ولقد تعاملت الدولة برأس هرمها خادم الحرمين الشريفين مع هؤلاء بكل عدل حتى القضاء لم تتدخل فيه وشاهدنا وتابعنا الأحكام التي صدرت قبل أشهر فهل بعد كل هذا (تكفي العدالة مع هؤلاء الخونة). إنّ استراتيجية هؤلاء الخونة من خلال عمليتهم الفاشلة كانت تهدف إلى:
1- قطع الطريق على الآخرين منهم لكي لا يسلموا أنفسهم ويعودوا لرشدهم.
2- ضرب الأمن العام في هرمه.
3- القضاء على سياسة الباب المفتوح التي تتخذها الدولة منذ توحيدها.
ولكن خاب مسعاهم وخاب تخطيطهم، ورأينا سيدي خادم الحرمين الشريفين وهو يدعو لتضافر الجهود للقضاء على هذا الفكر، ورأينا سيدي وزير الداخليه وهو يعلن استمرار سياسة الباب المفتوح وأنّ الأمر كما هو لن يتغير فيه شيء وحفظ الله بلادنا وقادتنا وقواتنا من كل مكروه.
ماجد بن بندر الدويش
مقدم بوزارة الداخلية