في الصباحات المشرقة ومع فجة النور يحمل هاتفه الجوال ويتصل يبشر كل أسرة سعودية عاد ابنها من غونتانامو أو تاب عن فكر ضال... أو عاد إلى رشده وسلم نفسه طوعاً واختياراً...

محمد بن نايف يحمل هذه البشائر ويطبع الفرح على وجوه الأسرة التي ابتلي أحد أبنائها بهذا الفكر المنحرف... لا ينام حتى وقد سمع دعاء أم تبكي ولدها أفرحها بنبأ وصوله إليها.. لا ينام حتى يسمع دعاء أب مكلوم من ابن ضل عن الطريق المستقيم... لا ينام حتى يتأكد أن ليس هناك عائد أو تائب يريد مقابلته...

ذلكم هو صاحب القلب الرحوم.. صاحب القلب الرهيف.. صاحب الكلمات الهامسة.. صاحب الوجه الطلق... البشوش.. محمد بن نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله -، كل هذا ليس بغريب أن يكون متأصلاً فيه وهو خريج جامعة نايف الأسرية التي ينهل منها هو وإخوته ورجال الأمن كافة.

إن الحادث الأليم الذي تعرض له سمو سيدي الأمير محمد بن نايف آلمنا وأزعجنا كثيراً.. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إفلاس هؤلاء المجرمين وعمى بصيرتهم وأبصارهم وقسوة قلوبهم وتعديهم على الأنفس التي حرّم الله قتلها... لكن الرجال الذين يعملون هم عرضة لنوائب الدهر... وتقلبات الأحداث يواجهونها بكل جلادة وبكل قوة وبكل استبسال... أما خفافيش الليل وأصحاب الغدر والخيانة فإنهم يعملون في هدم القيم والشرائع ولا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة... يخربون بيوتهم بأيديهم..

لقد انكشفت أوراقهم وتعرت أفكارهم وطاشت خططهم وخذلهم رب العزة والجلال... وإنهم على مثل ذلك وأردى... وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون..

حمداً لك يا ابن الكرام على أن سلمك الله من كيد الكائدين وغدر الحاقدين وأبقاك الله سنداً لسيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني، وجندياً في ساحة العز والشرف ومن خلفك إخوتك وأبنائك رجال الأمن البواسل تحمون بلادنا ومقدساتنا من كل معتد أثيم..