Al Jazirah NewsPaper Sunday  06/09/2009 G Issue 13492
الأحد 16 رمضان 1430   العدد  13492
لماذا ننسى كثيرا مما نقرأ ؟!
يوسف بن محمد العتيق

 

ألف الخطيب البغدادي المتوفى في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري كتاباً صغير الحجم بعنوان (اقتضاء العلم العمل)، وعنوان الكتاب يدل على مضمونه فهو يدعو من طلب العلم إلى أن يعمل بما تعلمه حتى لا يكون علمه وبالا عليه، وهذا أمر مهم البحث والحديث فيه، إلا أن مؤلف هذا الكتاب ساق في كتابه هذا نصا جميلا عن أحد المتقدمين ممن عاشوا في القرون المتقدمة حيث يقول إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع: كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به. كذا قال هذا الراوي وهو يقصد أنه مع كثرة ما يمر عليهم من الأحاديث والنصوص الشرعية فحتى يحفظوها كانوا يعملون بما ورد فيها. وإن جاز لي أن أستعير هذا النص واجيره لمثقفي وباحثي عصرنا هذا من أن كثيراً من المعلومات التي تمر بنا ونلحظ أننا في فترة وجيزة ننساها، وقد نكون في أمس الحاجة إليها، أو الرغبة في معرفة مصدرها وأين قرأناها أو سمعناها.

ألا تلاحظون أن هذا الأمر كثيراً ما يمر بنا، ونندم على عدم تسجيل ما يمر بنا من معلومات لأننا قد نحتاج إليها فيما بعد. بحسب كتاب الخطيب البغدادي سابق الذكر، وبحسب وصايا المجربين، أفضل الحلول لعدم نسيان المعلومة هو تفعيلها في أرض الواقع.

مثلاً لو قرأ أحدنا كتاباً عن مدائن صالح، أو الأخدود الوارد في القرآن الكريم، أو موقع غزوة بدر، أو جبل أحد، أو معركة جراب، أو معركة السبلة، وغيرها من المواقع التي وردت في الكتب فلماذا لا نجمع بين القراءة والزيارة الميدانية حتى ترسخ المعلومة في الذهن، ويصعب نسيانها. وليس الأمر مقتصراً على الجوانب الجغرافية، بل كل ما نقرؤه ويمكن أن نستعين بوسائل تساعد على الحفظ والرسوخ في الذاكرة فلِم التساهل؟

للتواصل


Tyty88@gawab.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد