الأزمة المالية التي أثرت على العالم بأسره وما صاحبها من ارتفاع في الأسعار جعل كثيراً من الناس يقنن مصروفاته بحسب وضعه الجديد ومن ذلك إنفاقه في وجوه الخير ودعم المؤسسات الخيرية فكان له كبير الأثر في ضعف إيرادات المؤسسات الخيرية عامة.

ومن هنا تظهر الحاجة إلى إيجاد أصول ثابتة من الأوقاف والمشاريع الاستثمارية تكفي مصروفاتها التشغيلية، مع التوسع في برامجها بقدر ما يصلها من دعم وحسن إدارة لتلك الأوقاف والمشاريع. بحيث لا تجعل المؤسسات الخيرية عرضة للتوقف أو التراجع للخلف في حجم أو قوة برامجها عند وجود مثل تلك الأزمات مستقبلاً، لأن المستفيدين من المؤسسات الخيرية هم بأمس الحاجة إلى قوتها ويتألمون كثيراً عند ضعفها. ولعلنا بعد أن تجاوزنا الأزمة المالية نسهم بفاعلية في بناء الأوقاف التي تحتاجها المؤسسات الخيرية على المدى القريب كل بحسب قدرته واستطاعته يدفعنا لذلك فضل الأوقاف الذي لا يخفى على أحد عظمه وأهميته للفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة. وإن من فضل الله ومنته على هذه البلاد أن اعتنت بالأوقاف وجعلت لها وزارة تهتم بها، وساهم ولاة الأمر فيها ومسؤولوها في بناء الأوقاف، وعمد العديد من التجار إلى إنشاء مؤسسات خيرية تعنى ببناء الأوقاف وكفالة برامج المؤسسات الخيرية، وساهم أفراد المجتمع باختلاف دخولاتهم الشهرية في مشاريع بناء الأوقاف في كافة مناطق المملكة، ومنها الأوقاف الخيرية التابعة لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بحائل. ونحن إذ نورد ذلك لنشكر أولئك المنفقين أموالهم في سبيل الله ونسأل الله لهم القبول لدعمهم المشاريع الوقفية للجمعية. فإننا نسعد باستقبال رجل الخير والعطاء الذي استبشر بقدومه الجميع ونال من كرمه القاصي والداني الشيخ الدكتور ناصر بن رشيد الليلا.. نسعد بأشخاصنا وبمؤسستنا الخيرية التي ننتمي لها وهي جمعية تحفيظ القرآن الكريم التي نالت من كرمه وتطمع بأن يتبنى وفقه الله ورعاه وقف القرآن بحائل.