الله سبحانه يهب عباده من فضله ما يشاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، فتبارك الله يعطي من يشاء ويمنعُ. وأنت أخي القارئ الكريم تجيل نظرك فيمن حولك لترى البون شاسعاً بين الناس فمنهم الموفق لكل عمل خير فلا تجد باباً من أبواب الخير إلا ولجه كالنحلة لا يقع إلا على الطيب من الطعام ولا يخرج إلا الطيب من الطعام، ومن أولئك النفر الذين وفقهم الله لعمل الصالحات الشيخ الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد وحقاً وصدقاً عندما أطلق عليه ابن حائل البار نعم هو ابن حائل البار، والبر كلمة جامعة لأنواع الخير وهو كذلك له أعمال متنوعة في أبواب متعددة من الخير والرعاية، فهنيئاً له من رجل يذكر بالخير وتلك عاجل بشرى المؤمن.
ويأتي هذا اليوم لكي يحتفي به أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز -رعاه الله- نيابة عن كل رجل وامرأة بهذا البلد الآمن أهله ولله الحمد. فجزاه الله عنا خيراً.
ونجح الاختيار وفاز بها الدكتور ناصر وحق له الفوز بها وهو أهلها وما طلبها ولكن يأبى الله تعالى إلا أن يظهرها له فهو جدير بها.
وهنا يجدر بي الحديث عن معلم من معالم هذه المنطقة وصرح شامخ من صروحها الشامخة ألا وهي جمعية تحفيظ القرآن الكريم بحائل تلك الجمعية التي أخذت على عاتقها هم تعليم القرآن الكريم للمجتمع حفظاً وتلاوة وتجويداً، حيث درس فيها ما يقارب ستة آلاف طالب وطالبة. والجمعية بإذن الله تحقق قوله عليه الصلاة والسلام (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
ويكفي الجمعية فخراً أن تقوم على العناية بأشرف كلام وأجله ألا وهو كلام رب العالمين تبارك وتعالى قال سبحانه: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} وقال سبحانه: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، وقال تبارك وتعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}.
والجمعية لها دخل محدود وقليل لا يكفي لمصروفات شهرين بل ربما أقل من شهر ونصف فقط. وهي بحاجة إلى لفتة من يد حانية كيد الدكتور ناصر الرشيد الليلا والذي وصل نفعه عدداً من منافع الناس في هذا البلد الطيب. ولعله أن يكون تحت مسمى: (وقف الدكتور ناصر الرشيد للقرآن الكريم بحائل).. والغاية من هذا الوقف هي توفير مصاريف الجمعية من دخولها الثابتة. نقول ذلك ونحن نرى عدداً من الجمعيات المماثلة في مناطق متعددة لها من المدخولات الثابتة ما يغطي نفقاتها كلها فهي لا تحتاج إلى أحد بعد الله وهذا ما نأمله من الدكتور ناصر حفظه الله أن يكون سبباً في اكتفاء الجمعية بمواردها المالية عن طريق وقفه. وجزاؤه عند الله عظيم والله أكرم الأكرمين، فله بكل حرف يقرؤه كل طالب أو طالبة عشر حسنات فيا لها من حسنات لا تعد ولا تحصى إن شاء الله. والوقف هو أفضل الموارد التي تضمن استمرارية المؤسسات الخيرية، لذلك دعا إليه النبي عليه الصلاة والسلام (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) فهو الصدقة الجارية والوقف للقرآن على وجه الخصوص له مع كونه صدقة جارية فهو أيضاً يساهم في العلم الذي ينتفع به. فهل لمحة من سعادته تغني جمعية التحفيظ بإذن الله تعالى قلوب أبنائك وبناتك الطلاب بانتظارك.
أسعد الله قلبك يا دكتور ناصر وبارك في عمرك وعملك ونفع بك وجعلك من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
مدير عام جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمدينة حائل