الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد، هناك تلازم بين هذا الشهر المبارك وشهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وبين الجود.. ذلك أن المتأمل في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد هذا التلازم، فلقد كان كما في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو يخبر عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فيقول: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فالرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة فمدارسة كتاب الله بين أمين وحيه عليه السلام وبين نبيه صلى الله عليه وسلم هي غاية اللقاء وفي هذا تذكير للأمة للعناية بهذا الكتاب الذي فيه الهدى والنور والرحمة والشفاء والسعادة والفلاح كما اهتدت به واستنارت بنوره وهذه البلاد المباركة التي قامت على نهج هذا الكتاب وعمت أرجاءها هذه الجمعيات الخيرية التي تحمل رسالة تنشئة الأبناء والبنات عليه دراسة وحفظا من خلال الحلقات في المساجد والمعاهد والدور النسائية بدعم مادي ومعنوي من ولاة أمر هذه الدولة المباركة وبمساهمة من أهل العطاء والبذل والراغبين فيما يبقى من العمل، وحيث إن لدى هذه الجمعية طموحا في مشروعاتها الوقفية التي تهدف من ورائها إلى الاكتفاء الذاتي بريع أوقافها لتسيير نشاطها وعملها المبرور إن شاء الله ولا شك أن في أبناء هذه البلاد المباركة من يدفعهم إيمانهم بمكانة هذا الكتاب ورسالة هذه الجمعيات إلى المسارعة والمسابقة في هذا الميدان المبارك من العمل الخيري وفي مقدمتهم أولئك الذين شهدت لهم مرافق الإحسان والعطاء بإخلاص ومنهم معالي الدكتور ناصر الرشيد الذي نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد فسدد الله على الرشد خطى العاملين وأجزل المثوبة للمحسنين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمدينة حائل