بالرغم من هذا التواشج المتين بين الشعبين السعودي والاردني فإننا وللاسف الشديد نلاحظ بعض التجاوزات اللامسؤولة التي يرتكبها بعض (الافراد) الذين لا يقدرون ولا يفهمون هذا التواشج الرائع الذي يندر (مثيله) بين أي بلدين عربيين متجاورين.
***
والذي حدانا لكتابة هذه المقالة (المناشدة) هو ما تعرض له (33) سائقا سعوديا من البسطاء الذين (يكدون) شاحنات تنقل الاسمنت من المملكة إلى محافظة سحاب الاردنية (موقع التنزيل) إذ ما إن وصلوا إلى سحاب حتى هجم عليهم مجموعة كبيرة من السكان انهالوا عليهم بالضرب والاهانة وتحطيم واجهات شاحناتهم (الزجاج والانوار والمرايا والهيئة الامامية) كما قام بعض المعتدين (بمحاولة) (ذبح) بعض السائقين واحراق شاحناتهم لولا تدخل امام المسجد في المنطقة (جزاه الله خيراً) وادخال السواقين السعوديين إلى المسجد حفاظاً على ارواحهم، لكن ما يحزن حقاً -وعلى ذمة السواقين- ان رجال الامن الاردنيين في سحاب لم يتدخلوا في الامر ولم يقفوا بوجه المعتدين(!!). ولم ينقذوا المصابين إلى أن حضر مندوب الرعايا السعوديين في السفارة هناك الاخ محمد عطالله الطوالة وامر بنقلهم إلى المستشفى.
***
وفي تبرير سخيف لهذا الحادث المؤسف قيل إن أحد سائقي الشاحنات الاردنيين قد تشاجر مع زميل سعودي يعمل على شاحنة مثله بسبب حادث مروري (بسيط) وقد (توعده) السائق الاردني بما سيحدث له - لاحقاً - إذا ما دخل الاراضي الاردنية (إهـ.؟!) وبالطبع حدث ما حدث في سحاب وحسبنا الله ونعم الوكيل.
***
يبقى القول أخيراً وتذكيراً بكل ما اسلفنا في ثنايا هذا المقال (من تواشج تاريخي واجتماعي وعائلي) بين المملكتين الجارتين العزيزتين فإننا نتوجه إلى معالي وزير الداخلية الاردنية (الشيخ) نايف القاضي نجل الشيخ الشهير سعود القاضي شيخ قبيلة بني خالد العريقة في الاردن والذي يعتبر هو واسرته الكريمة وقبيلته العزيزة أحد أمتن وأقوى عرى التواشج التاريخي المذكور أن يعاقب المعتدين (حسب القانون) ويضرب أي يد (لئيمة) أو سفيهة تحاول النيل من هذا التواشج.